أقرت إسرائيل للمرة الأولى منذ أشهر، بأن محمد الضيف قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس "على قيد الحياة"، بعد فشلها في اغتياله خلال الحرب الأخيرة على غزة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة، بينها الإذاعة العامة عن مصادر أمنية، لم تحدد هويتها، قولها إن "محمد الضيف لم يُقتل في المحاولة الإسرائيلية لتصفيته خلال عملية الجرف الصامد في قطاع غزة، وقد عاد إلى ممارسة عمله على رأس كتائب القسام"، دون أن تعطي أية معطيات لذلك. وكانت إسرائيل شككت على مدى الأشهر الماضية في تصريحات المسؤولين في حركة حماس، بأن الضيف ما زال على قيد الحياة. وقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة (شهري جويلية وأوت الماضي)، منزلاً كانت تعتقد أن الضيف يتوارى فيه، ما أدى إلى استشهاد زوجته واثنين من أبنائه وإصابة ثلاثة آخرين. ويعتبر الضيف (49 عاماً) المطلوب الفلسطيني الأول لإسرائيل، إذ تتهمه بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلح لكتائب القسام. وقالت الإذاعة الإسرائيلية نفسها إن "الضيف يسعى حالياً إلى تحقيق التقارب بين حماس وإيران من أجل الحصول على أموال ووسائل قتالية إيرانية". وقد تعرض محمد الضيف لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية على مدى السنوات الماضية أدت إحداها لإصابته بجروح خطيرة. من جانبه، اعتبر إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن اعتراف مسؤولين إسرائيليين بأن الضيف "على قيد الحياة ويمارس نشاطاته"، دليل على فشل الاستخبارات الإسرائيلية في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وفي ذات الوقت هو إدانة لإسرائيل فهي تعترف بتخطيطها لارتكاب جريمة اغتيال ضد أحد القيادات الفلسطينية التي ستبقى شوكة في حلق الاحتلال وستقود مشروع تحرير فلسطين. جاء ذلك خلال تصريحات للصحفيين أدلى بها هنية على هامش فعالية نظمتها حركة حماس، في مدينة غزة صباح اليوم (الأربعاء)، للتوقيع على أكبر مذكرة احتجاج في العالم ضد الاستيطان وجدار الفصل في الضفة الغربية.