أكّد موشي يعالون أن قادة (حماس) الذين قتلهم الجيش مسؤولون عن الهجمات السابقة ضد الصهاينة، وتعهّد بمواصلة ضرب هؤلاء القادة، وأضاف: (قادة حماس الذين استهدفوا كانوا مسؤولين عن الهجمات الدامية ضد المدنيين الإسرائيليين والجنود إلى جانب اختطاف غلعاد شاليط، إنها ثمرة جهد استخباراتي وعمل مهمّ نفّذه الجيش، سنواصل البحث عن قادة حماس واستهدافهم في كلّ زمان ومكان أينما وجدوا). وجّهت إسرائيل ضربة قاسية ل (حماس) بقتل ثلاثة من كبار قادة كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري للحركة، بعد أن فشلت مساء الثلاثاء في اغتيال القائد العام للكتائب. وقال المسؤولون في الأمم المتّحدة إن عمليات التدمير بعد ستّة أسابيع من النّزاع هي أسوأ ممّا كانت عليه في 2008 - 2009. وجرت ثلاث حروب بين إسرائيل وغزّة خلال ستّ سنوات. وفي الجانب المقابل اتّفق محلّلون سياسيون فلسطينيون على أن انسحاب الوفد الإسرائيلي (المفاجئ) من مباحثات القاهرة الثلاثاء الماضي بذريعة إطلاق صواريخ من غزّة اتجاه إسرائيل كان (خدعة) لتنفيذ ضربات ضد قيادات كتائب القسّام. وقال المحلّلون إن اسرائيل سحبت وفدها المفاوض من القاهرة بعد أن توفّرت لديها معلومات استخباراتية عن القيادات العسكرية لفصائل المقاومة بغزّة لتوجيه ضربات لتلك القيادات بغرض تحقيق انتصار معنوي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وكانت كتائب القسّام أعلنت صباح الخميس مقتل 3 من أبرز قادتها في قطاع غزّة وهم: رائد العطار، محمد أبوشمالة ومحمد برهوم في غارة على منزل في رفح. وأعلنت إسرائيل مساء الثلاثاء أنها حاولت اغتيال محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسّام، في قصف لأحد المنازل لكنه نجا، فيما قُتل في عملية الاستهداف زوجته واثنان من أطفاله و3 آخرين من أفراد العائلة المالكة للمنزل المستهدف، وسبق ذلك سحب إسرائيل لوفدها المفاوض من القاهرة بدعوى (خرق الفلسطينيين للتهدئة وتجدّد إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل)، وهو ما نفته حركة (حماس)، مؤكّدة أن إسرائيل (تبحث عن مبرّرات لاستئناف عدوانها). وذكر المحلّل السياسي هاني المصري، مدير مركز (بدائل) للدراسات والأبحاث في رام اللّه، أن انسحاب الوفد الإسرائيلي المفاوض من مباحثات القاهرة كانت مجرّد (خدعة) إسرائيلية لتنفيذ ضربات ضد قيادات (عسكرية) في غزّة، وأوضح أن المماطلة الإسرائيلية في مباحثات القاهرة كانت تهدف إلى كسب الوقت لتجميع أكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخباراتية خلال أسبوعين شهدا جوا من التهدئة الميدانية في غزّة، وتابع: (إسرائيل كانت تبحث عن انتصار عسكري في قطاع غزّة، وهي تعتبر اليوم أن اغتيال القيادات العسكرية لفصائل المقاومة انتصارا وإنجازا لها)، ولفت إلى أن مسار مفاوضات التهدئة غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باتت أصعب من السابق عقب تنفيذ إسرائيل لعمليات اغتيال في غزّة. واتّفق هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية في غزّة مع المصري فيما ذهب إليه، مؤكّدا أن إسرائيل لم تكن تتعاطى بشكل إيجابي مع المطالب الفلسطينية. وأرجع البسوس المماطلة الإسرائيلية في مباحثات القاهرة إلى رغبة إسرائيل بجمع أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية عن تحرّكات القيادات العسكرية لفصائل المقاومة في غزّة خلال فترة (التهدئة) التي استمرّت لأسبوعين (تقريبا). وفي السياق ذاته، قال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزّة، إن قرار إسرائيل بسحب وفدها المفاوض من مباحثات القاهرة واستغلالها لخبر إطلاق صواريخ من غزّة نحو الأراضي المحتلّة دون أن يتبنّاها أيّ فصيل فلسطيني في غزّة هي (خدعة) إسرائيلية لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات ضد القيادات العسكرية، وأوضح: (إسرائيل في آخر يومين وصلت إلى معلومات مهمّة حول القيادات العسكرية الذين وجّهت لهم ضربات في غزّة في آخر يومين، وهذا كان السبب الرئيسي لانسحاب الوفد من القاهرة