تحوّلت رحلة عادية من مطار محمد بوضياف بقسنطينة، كانت مبرمجة، في الساعة التاسعة من نهار أمس الجمعة، إلى كابوس حقيقي بالنسبة إلى المسافرين الذين قارب عددهم المائتين عبر طائرة بوينغ 737، بعد أن تم إجبار المسافرين على النزول من الطائرة في ساعة الإقلاع، من دون أن تقدم لهم أي توضيحات ما عدا إشارات بأن عطبا أصاب الطائرة التي شغّلت محركها، ثم توقفت نهائيا، وهي تابعة للخطوط الجوية الجزائرية. وعاد الركاب الذين أجروا كل المراحل الضرورية قبل الإقلاع عبر حافلة من الطائرة إلى مركز الانتظار، ولكن مع مرور الساعات، وفي حدود الواحدة زوالا، بدأت ثورة المسافرين الذين لم يفهموا غياب المسؤولين عن الخطوط الجوية الجزائرية الكامل، لأجل إعطائهم ساعة سفر أخرى، أو حتى إخبارهم بإلغاء الرحلة نهائيا. وبقي المسافرون يسألون مصالح الأمن والجمارك من دون أن يعلموا بحقيقة الذي يجري، لأن الخبر اليقين كان لدى مصالح الخطوط الجوية الجزائرية الغائبة، والتي حاولنا الاتصال بها ولكن تزامن الحدث مع يوم الجمعة جعل محاولاتنا تبوء بالفشل، في الوقت الذي علمنا من مصدر خاص أن شجارا وقع بين قائد الطائرة ومساعده جعل الأول يقسم بألا يقود الطائرة وسط ذهول الجميع، بالرغم من نفي أحد مسؤولي المطار هذا الخبر واعتبره من خيال المسافرين فقط، وكان الركاب وهم في حالة من الغضب داخل مركز الإقلاع الأخير، قد تلقوا بعد منتصف النهار وجبات اتضح أنه تم تحويلها من الطائرة إليهم فرفضوها ورموها جانبا . وقالت مسافرة مهاجرة ل "الشروق اليومي"، إن ابنيها توقفا عن العمل، وبقيا في مطار ليون في انتظارها، من دون أن تتمكن من إعلامهما بزمن الإقلاع الدقيق للطائرة، وأكد مسافر آخر أنه استأجر سيارة أجرة في ليون بمبلغ 300 أورو لتنقله إلى مدينة أخرى ودفع الثمن، فضلا عن وجود الكثير من المسافرين في محطة توقف في ليون وقد حجزوا عبرها إلى جهات أوروبية أخرى . كما كان ضمن الرحلة، التي غالبية زبائنها من المغتربين، فرنسيان اثنان، طالبا بإلغاء حجزهما والتنقل إلى باريس ولكنهما فشلا فبقيا من دون طيران ومن دون إجابة لمدة تسع ساعات كاملة، حيث ضُرب لهم جميعا موعد بعد السادسة مساء، إما بطيرانهم إلى ليون أو إقامتهم في فندق في المدينة لمعاودة السفر في اليوم الموالي أي اليوم السبت.