عادت الملاحة الجوية بمطار هواري بومدين على غرار باقي مطارات الجزائر إلى حركتها العادية، حيث نشرت الألواح الإلكترونية ساعات الإقلاع والوصول لكل الطائرات بكل من المطار الدولي والداخلي، الأمر الذي استحسنه المسافرون الذين كانوا عالقين سواء داخل الوطن أو خارجه. من جهتها بادرت كل من مصالح الأمن وأعوان مؤسسة تسيير المطار إلى تسهيل عملية التسجيلات وتوجيه المسافرين إلى الشبابيك. كما برمجت مصالح شركة الخطوط الجوية الجزائرية 90 رحلة خارجية مع إضافة 8 رحلات للتعجيل في جلب المسافرين من مرسيليا وليون وأورلي، في حين تمت برمجة 88 رحلة داخلية مع إضافة رحلة واحدة لفك الخناق عن المطارات الداخلية. وأقلعت الطائرات الجزائرية بشكل عادي، أمس، من المطار الدولي هواري بومودين الذي يشهد حركة كبيرة للمسافرين وإقبالا منقطع النظير للسيارات التي اصطفت في طابور طويل بغرض الدخول لحظيرة السيارات، الأمر الذي دفع بأعوان مؤسسة تسيير المطار إلى فتح أكثر من خمسة شبابيك لبيع التذاكر وتسهيل حركة مرور السيارات. وبعين المكان أكد لنا أحد الأعوان: ''لقد استقبلنا عددا هائلا من السيارات منذ صبيحة أول أمس، أغلبها لعائلات تنقلت لاستقبال ذويها أو للاستعلام عن مواقيت وصول الطائرات''، من جهتهم تجند أعوان الشرطة وشرطة الحدود لتسهيل عملية التسجيل ومعالجة الملفات -لإنجاح عملية استدراك التأخر- التي شُرع فيها منذ فجر أول أمس. من جهته أكد مدير البرمجة بشركة الخطوط الجوية الجزائرية رضا صغير طوبال، أمس، عودة الملاحة الجوية إلى حالتها الطبيعية مائة بالمائة من خلال برمجة 90رحلة خارجية مع إضافة8 رحلات بغرض جلب أكثر من 600 مسافر لا يزالون عالقين بمطارات مرسيليا، ليون وأورلي، مع برمجة 89 رحلة داخلية لفك الأزمة عبر عدد من المطارات الداخلية. وتشير الأصداء الأولى من مطار باريس أورلي إلى انه قصد استدراك كل التأخر المسجل بعد إضراب عمال الخطوط الجوية الجزائرية يجب انتظار 48 ساعة على أكثر تقدير، حيث أمضى آلاف الركاب ليلة الخميس إلى الجمعة بالمطار بعد متابعتهم لآخر تصريحات وزير النقل السيد عمار تو بالنشرة الإخبارية للثامنة، معلنا عن حل الإشكال واستئناف الرحلات فجر يوم الجمعة، وهو ما دفع بالمسافرين إلى العودة مجددا للمطار وانتظار دورهم، من جهتهم بادر أعوان ''الجزائرية'' إلى تزويدهم بأسرة ومأكولات في انتظار دورهم في عملية التسجيلات التي تم فيها الأخذ بعين الاعتبار المسافرين الذين كانوا على متن الرحلات المتأخرة. وقال أحد المسافرين ''جئت يوم الخميس ولكنني مضطر للانتظار لأن الأولية للمسافرين الذين كانوا مبرمجين يومي الثلاثاء والأربعاء وبالتالي علي إمضاء ليلة أخرى اليوم في المطار''، من جهتهم بادر أعوان الأمن التابعون للمطار إلى تنظيم طوابير المسافرين بالقرب من مصلحة الركوب لمساعدتهم على تسجيل حقائبهم في انتظار مواعيد الإقلاع. وحسب تصريح مسؤول الركوب على مستوى المطار السيد مراد مكرود فقد تم استئناف برنامج الرحلات مثلما كان متوقعا بعد أن وصلت الطائرات طبقا لبرنامج الطيران عقب انتهاء الإضراب، وذلك بالموازاة مع الطائرات المستأجرة لدى شركات الطيران الفرنسية والتركية، وتسهر إدارة الخطوط الجوية الجزائرية على امتصاص أكبر عدد ممكن من المسافرين، ويتوقع أن تكون الطائرات مليئة كليا لأن الطلب كبير. أما بمطار مرسيليا فإن الوضع أقل تأزما بفضل استئناف رحلات الشركة حيث سيتم نقل 250 مسافر على متن طائرتين منتظمتين لشركة الخطوط الجوية الجزائرية وطائرات تابعة لشركات فرنسية وتركية، في حين أبقت الجوية الجزائرية على عرضها الخاص بنقل المسافرين بحرا. وبغرض استيعاب الطلب المتزايد على شبابيك ''الجزائرية'' بمطار هواري بومدين تقرر فتح أكثر من ستة شبابيك للتسجيلات على كل الرحلات، في حين يبقي الضغط مسجلا بالنسبة للرحلات المتوجهة نحو كل من مصر، اسطنبول، وموريال، حيث سجل تأخر وصول رحلتين نهار أمس، مما جعل المسافرين يصطفون في طوابير طويلة أمام الشبابيك للتسجيل في الرحلات المسائية، من جهتهم وجد المعتمرون أنفسهم مجبرين على التنقل إلى مصر قبل تغيير الطائرة إلى غاية البقاع المقدسة، في حين تم حل الإشكال نهائيا بالنسبة لكل الرحلات نحو مطارات فرنسية. أما المطار الداخلي فقد شهد، نهار أمس، حركة جد عادية للمسافرين بعد نجاح الشركة في تلبية كل الطلبات وعدم تسجيل أي تأخر في وصول الطائرات. إجراءات أمنية مشددة لمواجهة كل محاولة تهريب وللسهر على راحة وأمن المسافر سطرت مصلحة أمن المطار مخططا أمنيا محكما تزامنا مع عودة الملاحة الجوية، حيث انتشر أفراد الشرطة عبر كامل مداخل ومخارج المطار لتشديد الرقابة على السيارات وحتى المسافرين تخوفا من استغلال المهربين الفرصة لتهريب الممنوعات، خاصة بعد عملية حجز أكثر من 3 كيلوغرامات من الكيف المعالج بباخرة طارق بن زياد منذ ثلاثة أيام فقط، من جهتها فتحت مصالح شرطة الحدود شبابيك إضافية لتسهيل عملية معاينة جوازات السفر والتقليل من فترة انتظار المسافرين عند النزول من الطائرات. ويذكر أن الإضراب الذي شنه العمال التابعون لسلك مستخدمي الطيران التجاري من مضيفي ومضيفات الطيران ورؤساء المقصورات باستثناء طياري الخطوط الجوية الجزائرية بداية من 11 جويلية الفارط كان سببا في تسجيل خسائر مالية كبيرة للمؤسسة خاصة وأنه تزامن مع موسم الصيف الذي يعرف حركة كبيرة في تنقلات المسافرين من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في المهجر، وقد سارعت الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين لاستدراك العجز من خلال نقل المئات من الجزائريين العالقين بمطار مرسيليا.