وصل مبعوث الأممالمتحدة الجديد لليمن إلى العاصمة صنعاء، الثلاثاء، قبل ساعات من سريان وقف لإطلاق النار بين دول الخليج العربي وجماعة الحوثي المدعومة من إيران. وقال مصدر في الحكومة اليمنية، إن الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد وصل إلى صنعاء اليوم (الثلاثاء)، في أول زيارة له إلى اليمن منذ تعيينه خلفاً لجمال بنعمر الشهر الماضي، دون أن يكشف المصدر عن مدة الزيارة. وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون، قال ولد الشيخ، إن زيارته ستبحث موضوع الهدنة الإنسانية (المقرر أن تبدأ مساء اليوم وتستمر خمسة أيام) والتي أعلن عنها والعمل على التحضير لها، إضافة إلى بحث جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي. وأضاف ولد الشيخ، أن "الهدنة يجب أن تكون غير مشروطة لتتمكن الأممالمتحدة من إيصال المساعدات لكل اليمنيين في كل المناطق اليمنية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب". وكان وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والأمريكي جون كيري، قد كشفا يوم الجمعة الماضي، عن هدنة إنسانية باليمن لمدة خمسة أيام، تبدأ اليوم الثلاثاء الساعة 11 مساء بتوقيت اليمن (20:00 ت.غ)، مشروطة بتقيد الحوثيين بوقف إطلاق النار، وهي الهدنة التي وافق عليها الحوثيون. وأشار ولد الشيخ إلى أن هناك فريقاً من المنظمات الإنسانية كمنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمات أخرى ستصل لاحقاً إلى صنعاء. وقال المبعوث ولد الشيخ: "مقتنعون أنه ليس هناك حلاً للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً". وتم تعيين ولد الشيخ أحمد مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الشهر الماضي، خلفاً للدبلوماسي المغربي جمال بنعمر الذي أعلن في 6 أفريل الجاري تنحيه عن منصبه بعد أربع سنوات أشرف فيها على العملية السياسية الانتقالية في اليمن منذ عام 2011. ويشهد اليمن فوضى أمنية وسياسية، بعد سيطرة جماعة الحوثي على المحافظات الشمالية منه وفرض سلطة الأمر الواقع، مجبرة السلطات المعترف بها دولياً على الفرار لعدن جنوبي البلاد، وممارسة السلطة لفترة وجيزة من هناك، قبل أن يزحف مقاتلو الجماعة المحسوبون على المذهب الشيعي، باتجاه مدينة عدن وينجحون في السيطرة على أجزاء فيها من ضمنها القصر الرئاسي. ويوم 21 أفريل الماضي، أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شقاً سياسياً يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.