أغلقت فرنساوبريطانيا، الأربعاء، سفاراتها في اليمن جراء مخاوف أمنية، إذ تهدد سيطرة ميليشيات جماعة الحوثي الشيعية على مقاليد السلطة بدخول البلاد حرباً أهلية شاملة. وشارك عشرات الآلاف في تظاهرات ضد الحوثيين في مدينة تعز وسط البلاد اليوم (الأربعاء)، بالإضافة إلى المئات في العاصمة صنعاء، في احتجاجات هي الأكبر على تحرك الحوثيين واحتلالهم صنعاء في سبتمبر الماضي، ثم سيطرتهم تماماً على السلطة في الأسبوع الماضي. وأوقفت الولاياتالمتحدةالأمريكية العمل في سفارتها وسحبت طاقمها الدبلوماسي بالكامل، أمس (الثلاثاء). وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي، إن "الأعمال الأخيرة الأحادية الجانب، خربت عملية الانتقال السياسي في اليمن وأنتجت مخاطر من أن يهدد تجدد العنف اليمنيين والسلك الدبلوماسي في صنعاء". وحذت كل من بريطانياوفرنسا حذو الولاياتالمتحدة، في حين قالت السفارة الألمانية، إن بعثتها الدبلوماسية تتلف بدورها الوثائق الحساسة وستغلق قريباً. ويصور الحوثيون حركتهم على أنها "ثورة"، ويصفون تقدمهم العسكري من معاقلهم التقليدية في شمال اليمن، بأنه يهدف لتخليص البلاد من الفساد والأزمة الاقتصادية. ورفع الحوثيون شعار "الموت لأمريكا"، وهاجم زعيمهم عبد الملك الحوثي ما وصفه بأنه التدخل الغربي في شؤون اليمن. غير أن الحوثي اعتمد نبرة تصالحية في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء، في الوقت الذي يستمر فيه الحوار بين الأحزاب اليمنية التي يعارض معظمها قرار الحوثييين حل البرلمان. وقال الحوثي، إن استقرار اليمن يصب في مصلحة جميع القوى سواء كانت خارجية أو محلية. واعتبر خصوم الحوثيين وبينهم دول الخليج المجاورة حركة الحوثيين انقلاباً على السلطات الشرعية. وتتلقى الحركة دعماً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية. واستولى الحوثيون بالقوة على السلطة، وأقاموا الحواجز الأمنية ونقاط الحراسة حول المؤسسات الحكومية التي باتوا يسيطرون عليها في صنعاء. وأطلق المسلحون الحوثيون أعيرة نارية في الهواء ورفعوا خناجرهم في وجه المتظاهرين الذين يعارضون حكمهم. وفي تعز التي لا يسيطر عليها الحوثيون، رفعت الحشود لافتات وأطلقوا هتافات ضد الحوثيين ودعوا إلى إسقاط حكمهم. ويسلح القادة وزعماء العشائر السُّنة أنفسهم في المناطق الجنوبية والشرقية التي لا يسيطر عليها الحوثيون، كما يعقد عدد منهم تحالفات مع تنظيم القاعدة في اليمن مما يهدد باندلاع حرب أهلية شاملة.