مؤتمر الرياض يناقش مسودة وثيقة لحل أزمة اليمن وإيران تطعن فيه أكد جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، أن واشنطن تدعم الهدنة الإنسانية في اليمن، غير أنه يصعب تحقيقها في ظل الظروف الحالية. وقال إن الحوثيين انتهكوا الهدنة بتحريكهم منصات صواريخ إلى الحدود السعودية، مضيفا "هناك حل وحيد، هو هو الحل السياسي، ولكننا نعرف أن الحوثيين مشغولون بتحريك منصات صواريخ إلى الحدود السعودية، ووفق قواعد الاشتباك فإن هذا انتهاك للهدنة التي انتهت أمس الأحد"، وجاء ذلك في تصريحات للصحافيين بعاصمة كوريا الجنوبية، سيول. وتابع وزير الخارجية "ومع هذا الانتهاك، فالسعودية وفق قواعد الاشتباك، اتخذت قراراً بأن تقوم باستئصال خطر منصات إطلاق الصواريخ هذه"، مضيفا "نواصل دعمنا لتمديد الهدنة الإنسانية، لكن في ظل هذه الظروف يصبح الأمر صعباً. الأممالمتحدة تبدأ رعاية محادثتها حول اليمن قريبا. وفي نهاية المطاف، يكون اليمنيون دون تدخل خارجي قادرين بأنفسهم على التوصل لحل، وهذا ما تفعله الأممالمتحدة وتسانده الولاياتالمتحدة". وفي الأثناء، شنت طائرات التحالف غارات على مواقع تابعة لجماعة الحوثي والقوات الموالية لهم باليمن، وذلك بعد انتهاء هدنة الأيام الخمسة منتصف ليلة أمس. وكان وزير الخارجية اليمني قال إن تمديد الهدنة ليس مطروحا بسبب انتهاكات الحوثيين. وأوضحت تقارير أن الغارات استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين والعريش بعدن، كما استهدفت مقر القصر الرئاسي وتجمعات للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وشملت الغارات معسكرا للحرس الجمهوري في التواهي ومعسكر راس مربط وحي الممدارة في الضواحي الشمالية لعدن، وتجمعات أخرى في الميناء. ووفقا لناشطين وللأهالي، فإن قوات الحوثي خرقت الهدنة الإنسانية طوال الأيام الخمسة الماضية، وقصفت اليوم الأحياء السكنية في مدينة تعز. وتحدث ناشطون عن سقوط عدد من القتلى والجرحى نتيجة القصف، وشهدت جبهات قتال في مدينة تعز اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر نتيجة خرق الهدنة. وكانت الهدنة قد بدأت مساء الثلاثاء الماضي بمبادرة من السعودية التي تقود تحالفا عربيا شنّ منذ 26 مارس الماضي حملة جوية على الحوثيين، وذلك لدعم أنصار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي لجأ إلى السعودية. من ناحية أخرى، واصل الممثلون عن أطياف سياسية يمنية واسعة في العاصمة السعودية اليوم، بحث مسودة وثيقة الرياض التي وزعت أمس في جلسة مغلقة، وذلك تمهيدا للمصادقة عليها بالجلسة الختامية للمؤتمر يوم الثلاثاء، وذلك في ظل غياب ممثلين ل جماعة الحوثي. وأوضحت تقارير أن هذه الجلسة المغلقة ستناقش مشروع وثيقة الرياض، التي تؤكد وجود نية لتشكيل نواة أولى للجيش والأمن اليمنيين بقيادة تشكيلات وطنية غير متورطة في الفساد، وتنص أيضا على استخدام كل الأدوات العسكرية لإنهاء التمرد، وفق ما جاء في المسودة التي حصلت الجزيرة على نسخة منها. وتعالج مسودة الوثيقة أيضا مسألة القيادات العسكرية الضالعة في الانقلاب والمتورطة في إشعال الحرب والفتنة الداخلية، وتتطرق للتعامل الدولي والدبلوماسي مع متمردي جماعة الحوثي. وقبل ذلك، قال وزير خارجية إيران السابق، علي أكبر ولايتي إن السعودية لا تستطيع أن تستضيف المحادثات بين الفصائل المتحاربة في اليمن لأنَّها طرفٌ في الصراع الدائر هناك. وتقول المملكة إنَّها ستستضيف محادثات بين الأطراف اليمينة وهي دعوة رفضها الحوثيون. وقال الرجل الذي يعمل حاليًّا مستشارًا للزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي في تصريحات من بيروت ظ"نحن نعتبر بما أن السعودية هي في حقيقة الأمر أحد طرفي النزاع فلا تستطيع أن تستضيف مؤتمرًا لحل الأزمة اليمنية".