اكتشف، مؤخّرا، مستخدمون للهواتف الذكية بالجزائر، تطبيقات جديدة تمكّن من تحميل النسخة الكاملة للقرآن الكريم، لكنها تتضمن عدّة أخطاء وتحريفات لآيات الذكر الحكيم، وانتبه لذلك من دققوا في النسخ المحمّلة باستعمال هذه التطبيقات من الحفظة الذين سارعوا إلى التحذير من انتشار هذه النسخ وتداولها. ظهرت في السنوات الأخيرة تكنولوجيات حديثة تستعمل بكثرة من قبل هواتف "سمارت فون"، تمكّن من تحميل نسخ إلكترونية للقرآن الكريم يحتوي بعضها على أخطاء لا يكتشفها إلا الحفظة والمختصون، منها على سبيل المثال أخطاء في الآية رقم 7 من سورة آل عمران، أين تشير النسخة الورقية الأصلية المتداولة، إلى غير ما هو وارد في نفس الآية بالمصحف المحمّل عن طريق تطبيقات الهواتف النقّالة الذكيّة، حيث تمّ استبدال كلمة "الفتنة" بكلمة "الحقّ" وهو إخلال بالمعنى الحقيقي للآية الكريمة. ويشير أئمة وحفظة للقرآن الكريم في تصريح ل "الشروق"، إلى خطورة ترويج مثل هذه التطبيقات، مشيرين إلى احتمال أن تكون أخطاء غير مقصودة وغير منتبه إليها أو تحريفا متعمّدا على غرار عدّة محاولات للترويج لنسخ محرّفة من القرآن الكريم في مختلف دول العالم من بينها الجزائر. وتزداد خطورة هذه الحادثة، مع زيادة استعمال التطبيقات الحديثة المشغّلة على الهواتف النقّالة دون الحاجة أحيانا إلى استعمال شبكة الإنترنت، والتي يعتبرها البعض كبديل عن النسخة الورقية نظرا إلى سهولة استعمالها وسهولة القراءة والرجوع إلى القرآن الكريم والذكر في أيّ مكان وزمان وبطريقة سريعة، مع توفّر إمكانية تحميل وإنزال التطبيق في ظرف ثوان وبطريقة مجانية وإمكانية القراءة أو سماع التلاوة. ويشير محدّثو "الشروق" إلى صعوبة اكتشاف التباين ما بين التنزيل الحقيقي والتنزيل الإلكتروني والانتباه إليه. وفي هذا الصدد، ظهر أيضا، جدال حادّ وفتاوى متصارعة بخصوص احتواء الهواتف النقّالة على نسخة محمّلة للقرآن الكريم، نظرا إلى وجود الهاتف المحمول عادة في جميع الأماكن، التي يوجد فيها المستخدم حتّى المراحيض، إذ يحبّذ بعض علماء الدين عدم الاستعانة بالنسخ الإلكترونية المحمّلة على الهواتف النقّالة، تفاديا لمثل هذه الشبهات.