مع موعد نشرة أخبار الثامنة من ليلة الاثنين، تمكن 4 أشخاص مجهولي الهوية من التسلل وسط مدينة تبسة، وقرب مؤسسات حساسة للدولة، حيث اقتحموا مقر شركة وردة كوم بشارع الأمير عبد القادر ونفذوا عملية إجرامية وصفت حسب مختلف الشهادات بأنها إرهابية. * حيث كان أكبر ضحايا الإعتداء الإجرامي ابن صاحب الشركة "توفيق، 25 سنة"، الذي تلقى 3 رصاصات أخطرها في ذراعه الأيمن وأخريين على مستوى البطن. * * الحادثة تركت سكان وسط المدينة دون نوم إلى غاية ساعة متأخرة من صباح أمس، خاصة وأنها حادثة لم يسبق لمدينة تبسة وأن عاشتها بنفس الطريقة منذ سنوات، حسب مختلف الشهادات التي تحصلت عليها الشروق من شهود عيان أو من صاحب الشركة السيد "عز الدين" * * سيناريو الحادثة بدأ في حدود الساعة الثامنة اذ توقفت سيارة من نوع رونو (25) وعلى متنها 4 أشخاص أقلهم سنا 24 سنة وأكثرهم لا يتجاوز 35 سنة، حيث نزل 3 أشخاص دون السائق، أحدهم يحمل حقيبة كبيرة وآخر كيسا تقليديا، وبمجرّد دخولهم مقر الشركة وجدوا زبونا والأخوين توفيق وزهير، وبعد التحية، بلغة قال عنها توفيق إنها لا توحي أن الزوار ليسوا من سكان ولاية تبسة بقدر ما تكون من ضواحي ولايتي أم البواقي وخنشلة، حيث قدموا أنفسهم أنهم رجال من الأمن جاؤوا من أجل تفتيش المقر، وهو ما جعل الأخوين اللذين كانا بصدد غلق المقر يستجيبان لأمر التفتيش الذي بدأ في بعض الرفوف إلى أن وصلوا صندوق الطاولة وبدؤوا يقلبونه يمينا وشمالا، حيث ثارت ثائرة توفيق الذي أدرك بأن هذا العمل ليس من صنيع مصالح الأمن بقدر ما هو من أفعال المجرمين، حيث دخل معهم في ملاسنات كلامية التي دفعت بالجناة إلى فتح الحقيقة وأخرجوا سلاحين من نوع كلاشينكوف، وعلى الرغم من استظهار السلاح، إلا أن ابن صاحب الشركة قاوم الجناة وتمكن من دفعهما إلى خارج المقر وعلى حين غرة يطلق أحد حاملي الكلاشينكوف ويوجهه نحو الشاب توفيق، ويصيبه بثلاث رصاصات كانوا كافيتين لتحويل مدخل الشركة إلى بركة دماء. * وبعد ذلك، أطلقوا رصاصات تحذيرية في الطريق ليتمكنوا من الوصول إلى السيارة التي كانت على بعد 15مترا تقريبا، حيث ركبوا وأخذوا الشارع الخلفي للمقر المؤدي إلى حي "الفوبور" أمام أعين مئات الأشخاص، الذين لم يستطع فيهم ولا أحد التحرّك أو تسجيل موقف. * * وعلى الفور، تمّ تدخل رجال الأمن الذين طوقوا المكان من كل الجهات وحسب أحاديث مختلفة تبين ان لون السيارة "رمادي" ومرقمة برقم (88) وفقط. في حين، تكفل أخ الضحية وبعض الحضور بنقل توفيق إلى الاستعجالات الطبية، حيث استخرجوا من جسده رصاصة وأجريت له عملية جراحية على مستوى الذراع وصفها الفريق الطبي للشروق بالناجحة. * * وفي حديث الشروق مع الضحية، أكد بأنه يحمد الله على الساعة التي هو فيها وأن هؤلاء أرادوا أن يعتدوا على رزقه ولا يعرف لهما نسبا. ومن جهته، أكد صاحب الشركة السيد عز الدين الذي كان متأثرا أن المجرمين اعتدوا على ابنيه وحاولوا الاستيلاء على الأموال، لكنهم فشلوا لحد الآن خاصة وأن المعلومات المتوفرة لدي كما قال فإن المبلغ الذي كان بعلبة كرطون والمقدر ب65 مليون سنتيم، لم يصل له الجناة. وقال بصوت مضطرب: والله لست متأكدا من ذلك، والفائدة في نجاة أبنائي. السيد عز الدين، تأسف كثيرا لعدم تدخل أي من الحاضرين الذين كانوا سواء بالطريق العمومي أو بالمقهى، ولم يستطيعوا حتى تسجيل رقم السيارة التي بقيت مجهولة لحد الآن، مستطردا في نفس الوقت أن هذه العملية الإجرامية التي تعرض لها كما قال ليست هي الأولى، بل تعرض ابني زهير في 2006 إلى اعتداء حينما كان بالشاحنة، ينقل مختلف السلع ونزعوا منه 80 مليون سنتيم وتعرّض إلى الضرب والتعذيب، ثم عملية أخرى تلتها مباشرة، حيث اقتحم مجهولون محلا تجاريا في جنح الليل وسرقوا ما يقارب 208 مليون سنتيم، وغيرها من الإعتداءات المتكررة، رغم كما قال ليس لي أعداء مع أي كان أو أي جهة معينة. * * ومع كل ذلك، فإني أحمد الله على النجاة والعافية لأبنائي وخاصة توفيق الذي قاوم 3 مجرمين ومنعهم من الاستيلاء على الأموال، رغم أنهم مسلحون برشاشين وقد يكون المرافقان الآخران يحملان مسدسين. * * وعلى إثر هذه الحادثة، التي استنفرت مصالح الأمن لخصوصيتها ووقعوها على بعد 200 متر من ساحة وسط المدينة، وفي أكبر طريق مزدوج، فتح رجال الأمن تحقيقا لمعرفة ملابسة الحادث وطبيعة وهوية الأشخاص الذين تجرؤوا ونفذوا عملية إجرامية أمام الملأ وبأسلحة حربية وبطريقة إرهابية لمكان يعرفه العام والخاص أنه تتحرك فيها أرقاما مالية محترمة، خاصة وأنه هو الوكيل الوحيد المعتمد في توزيع الهواتف النقالة وبطاقات التعبئة بالمجموع وبالتجزئة ويقوم بإصلاح مختلف الهواتف النقالة وغيرها من القرائن التي فتحت شهية المجرمين سواء أكانوا إرهابيين أو غيرهم للحصول على كمية معتبرة من المال لمدخول يوم واحد على الأقل.