يتحدث القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية في ندوة "الشروق"، بمناسبة اليوم الوطني للكشاف، المصادف ل 27 ماي من كل عام، عن واقع الشباب والعمل التطوعي في الجزائر، وأسباب انقسام الكشافة في الجزائر تحت غطاء التعدد. كما يشرح أسباب إطلاقه مشروع التكشيف الحدودي الذي يمس المناطق الساخنة. ويتطرق المتحدث إلى الجدل الذي شمل قانون الجمعيات وقانون الطفل وواقع العمل الجمعوي.. الكشافة تعددت في الجزائر لأسباب سياسية أبعدتها عن دورها نفى سعدون وجود مشاكل أو صراعات بين مختلف الجمعيات الكشفية الموجودة على الساحة، يقول نحن نرحب بالجمعيات الجديدة، فكلما زاد عددها انعكس الأمر إيجابيا على المجتمع، لكن بشرط الابتعاد عن التحزب وأمور السياسة والبحث عن المصلحة الشخصية... ويوضح أن الكشافة الإسلامية ابتعدت السنوات الأخيرة عن منهجها التربوي، وهو ما عجل بظهور جمعية قدماء الكشافة الإسلامية سنة 1991 التي نحاول من خلالها إعادة الكشافة إلى طريقها الصحيح، وإبعادها عن أي صراع حزبي أو سياسي، نحن رفضنا كثيرا من الإغراءات السياسية، فمثلا بعض الأحزاب كانت تطلب منا تنشيط حملاتها الانتخابية ونحن نرفض استغلال الأطفال في العمل السياسي. التكشيف الحدودي هو الحل الأمثل لحماية الشباب من المخاطر المستوردة كشف مصطفى سعدون أن جمعيته أطلقت مشروع التكشيف الحدودي لحماية الشباب والأطفال من المخاطر الفكرية والأمنية المستوردة، كما يركز المشروع على تنشيط المناطق الحدودية التي يعاني قاطنوها البؤس والشقاء، محرومين من أبسط وسائل الترفيه والتسلية، حيث ستتنقل الكشافة إلى المناطق الحدودية والنائية، للمساهمة في إخراج قاطنيها وخاصة الشباب والأطفال من عزلتهم، ومساعدتهم على الاندماح مع أشخاص من مختلف ولايات الوطن، وتوعيتهم بأهمية ولايتهم، مع تحسيسهم بخطر مختلف الآفات الموجودة بالمنطقة من تهريب، وحرقة، ومخدرات، وإرهاب. وناشد سعدون رئيس الحكومة عبد المالك سلال إعانته في المشروع وفتح الأبواب لهم للمساهمة في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للبلديات النائية، وإخراج سكانها من العزلة. وستستمر الأنشطة حسب المتحدث طيلة أيام السنة. الجزائر تعتمد على قوانين مستوردة من أوروبا لحماية الطفل استغرب مصطفى سعدون عدم دعوة قدماء الكشافة الإسلامية إلى المشاركة في إعداد قانون الطفل الذي تمت المصادقة عليه في البرلمان، على الرغم من وجدود 20 ألف منخرط في صفوفهم وخبرتهم الطويلة في هذا المجال جراء احتكاكهم الدائم بالأطفال فنشاطهم ميداني لا يتم في الصالونات على حد قوله. وأردف المتحدث أن المشكل لا يكمن في القوانين بل في روحها، خاصة أن القانون الجديد أغفل نقطة مهمة تتعلق ب "الجريمة الإلكترونية" بالرغم من تفشيها في المجتمع الجزائري. وعاب المتحدث على بعض جمعيات الطفولة التي تتحدث عن أرقام مهولة لأطفال تعرضوا للعنف وتسعى إلى تطبيق قوانين أجنبية مستوردة تحت غطاء حماية الطفل، مؤكدا أن هذه الحالات التي يتم الحديث عنها هي حالات معزولة وكذلك الأمر بالنسبة إلى الاختطافات التي تكون دوافعها غالبا تصفية الحسابات أو خلافات عائلية، بل الأجدر أن يخصصوا مساحات خضراء للعب والتخييم والتكفل بالأطفال على أرض الواقع وليس افتراضيا. غياب الثقة في الجمعيات دفع الشباب إلى تأسيس مجموعات خيرية على الفايسبوك حمل الرئيس والقائد العام لقدماء الكشافة الإسلامية مصطفى سعدون، بعض الجمعيات الخيرية مسؤولية تراجع العمل التطوعي والجواري. فالعمل التطوعي أساسه المصداقية أن تمنح دون أن تنتظر مقابلا، غير أن بعض رؤساء الجمعيات المعروفين ب "التبزنيس" يتناسون هذه القاعدة ويركضون من أجل مصلحتهم الخاصة وهو ما جعل المجتمع المدني تحت تصرف السياسيين وليس العكس كما يفترض أن يكون، مواصلا أن قدماء الكشافة استطاعت أن تحافظ على مصداقيتها بالنسبة إلى العائلات وتنمية عنصر المواطنة لدى الطفل حتى يكون فردا صالحا ومستعدا للوجود سواء داخل الجزائر أم خارجها من خلال القيم التي يتم غرسها فيه أثناء فترة تكوينه. ولأن الجمعيات الحالية قدمت صورة سلبية عن العمل التطوعي أصبح أغلبية الشبان يستنجدون بالمجموعات الافتراضية التي بإمكانها النجاح آنيا غير أن دورها ينتهي برحيل الأشخاص على عكس التنظيمات الأخرى، ضاربا مثلا بالكشافة الاسمية التي أسسها الشهيد محمد بوراس ومازال إرثها موجودا إلى يومنا هذا. نستغرب منع الكشافة من النشاط في الأحياء الجديدة اعترف الرئيس والقائد العام لقدماء الكشافة الإسلامية مصطفى سعدون ببعض المشاكل التي تعترضهم خصوصا الأحياء الجديدة التي تشهد عمليات ترحيل خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يتمكنوا من الاستفادة من مقرات فيها على الرغم من محاولاتهم ومساعيهم العديدة في الحصول عليها، مضيفا أن شباب هذه الأحياء لا يجدون أماكن يتوجهون إليها كل مساء لذا من الضروري جدا على البلديات أن تمد يد العون إليهم وتساعدهم في إيجاد مقرات تحتويهم للقيام بنشاطات للترفيه عن أنفسهم، خاصة أن عدد الأفواج الكشفية حاليا بالعاصمة قد بلغ 42 فوجا إلا أن مشكلة المقرات أصبحت أزمة خانقة مع ضرورة دعم الدولة لهم في مشروع التكشيف الحدودي. 10 آلاف فتاة منخرطة في الكشابة نهاية سنة 2016 أكد سعدون أن عدد العنصر النسوي يشكل حاليا 15 بالمائة من بين العدد الإجمالي والمقدر ب 20 ألفا، وهم يطمحون إلى رفع العدد وبلوغ نسبة 50 بالمائة. ولم يستبعد أن يكون القائد العام القادم امرأة. وهو ما حرصوا على ترسيخه خلال القافلة الأخيرة قافلة الذاكرة. وأضاف المتحدث أنهم لا حظوا أن عدد النساء الكشفيات يكون أكبر في المناطق النائية حيث يصل حاليا عدد المنتسبات في بعض البلديات المعزولة 80 فتاة في الفوج، ويشاركن في النشاطات المشتركة والحملات التحسيسية ضد المخدرات والتدخين. فالرسالة تكون أقرب وأصدق لبنات جنسهن، إلى جانب مساهمتهن في العمل التطوعي الميداني يقمن ببعض النشاطات الخاصة كالطبخ والخياطة. هدفنا التصدي لأطراف تسعى إلى غرس اليأس في نفوس الشباب تسعى جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى ترسيخ فكرة المواطنة عند الشباب، عن طريق نشاطات ميدانية، وليس بشعارات ومحاضرات، حيث أكد قائدها العام أن أبسط عمل ميداني يقوم به الكشاف سيساهم في ترسيخ حب الوطن لديه، فزيارة إلى دار العجزة، أو تقديم أكل إلى محتاج، القيام بحملة تنظيف، الانخراط في القوافل والدورات التدريبية، تساهم في تعريف الشاب على جغرافيا وتاريخ مختلف مناطق بلده، وتعزز حبه لوطنه وأبناء بلده، وأنه سينقل هذا الحب إلى عائلته وأصدقائه وجيرانه، فمثلا الأولمبياد الثقافي الشبابي الذي نظمته الجمعية السنة المنصرمة حقق عدة أهداف في موضوع واحد. كما نظمنا وبالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني عدة نشاطات استفاد منها الشباب. نحن نعلم الشباب أن يقدم لوطنه وأبناء بلده خدمات بالمجان، وألا ينتظر مقابلا لأعماله الخيرية. كما نعمل على محاربة الآفات التي تنخر المجتمع، خاصة المخدرات والانخراط في التنظيمات الإرهابية، عن طريق تكثيف العمل الجواري، وإنشاء خلايا بالأحياء الشعبية، وتعمل بصورة دورية على استقطاب الشبان وتوعيتهم وتحصينهم.
أعمالنا الخيرية في رمضان يمولها المحسنون كشف الرئيس والقائد العام لقدماء الكشافة الإسلامية، مصطفى سعدون، عن برنامجهم الخاص بشهر رمضان، والذي يتكون من شطرين، برامج بالتعاون مع وزارة التضامن والأسرة المتمثلة في إحصاء العائلات الفقيرة والمساعدة في توزيع قفة رمضان، ونشاطات أخرى يعملون على التحضير لها 90 بالمائة منها تعتمد على مساعدة بعض المحسنين، حيث تمكنوا خلال شهر رمضان الماضي، من تقديم 450 وجبة إفطار يومي في مطعم خيري ببن طلحة بمساعدة السكان الذين يمدونهم بإعانات على شكل خضر وفواكه، بل حتى النسوة ساهمن من خلال تقديم الخبز المنزلي، وهي فرصة يراها القائد العام سانحة لتكافل جميع أطياف المجتمع، حتى مدمنو المخدرات يساهمون فيها، فالشعب الجزائري يساعد بمختلف الطرق. إطلاق جائزة محمد بوراس الإعلامية لأحسن عمل صحفي حول الكشافة كشف الرئيس والقائد العام لقدماء الكشافة الإسلامية مصطفى سعدون، عن إطلاق جائزة "محمد بوراس الإعلامية السنوية"، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للكشاف المتزامن مع تاريخ استشهاد مؤسس الكشافة الجزائرية محمد بوراس، وأوضح المتحدث أن المسابقة مفتوحة أمام جميع وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية وتستمر لمدة سنة، وقد اختير موضوع هذه السنة حول "دور التكشيف في التنمية" على أن يتم الإعلان عن اسم أحسن عمل صحفي فائز خلال حفل يوم 27 ماي 2016 ، وأكد سعدون على أنه يحق للصحفي المشاركة بعمل واحد، مضيفا أن المسابقة ستصبح تقليدا سنويا وسيتم تحديد مواضيع جديدة كل عام. أكبر منخرط في الكشافة عمره يتجاوز 90 سنة اعتبر القائد العام لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، مصطفى سعدون، في ندوة "الشروق"، أن جمعيتهم ليست محصورة على فئة عمرية معينة حسبما يحملها اسمها، بل تضم كافة الفئات من الطفل صاحب 7 سنوات إلى الشيخ فوق السبعين، موضحا أن الكشافة هي امتداد للأجيال وتواصل بينهم تضم الجد والأب والحفيد، مبادئها الرئيسية التركيز على العمل الميداني والجواري، تعريف الكشاف بالآخرين، وتعويده على التحمل والانفتاح. ولهذا الغرض تنظم جمعية قدماء الكشافة قوافل دورية تجوب معظم ولايات الوطن تركز كل مرة على موضوع أو آفة معينة، فمثلا قافلة الذاكرة التي حملت شعار (قيم وآمال) المنظمة شهر مارس المنصرم، لها أبعاد تاريخية واجتماعية، حيث زار الكشفيون ولايات تاريخية ومناطق منسية، وتعرفوا على دورها في الثورة التحريرية، وعلى أهم شهدائها والمعارك التي شهدتها المنطقة.