أكد القائد العام لقدماء الكشافة الجزائرية الإسلامية مصطفى سعدون الإثنين بالجزائر العاصمة أن الحركة الكشفية الجزائرية ساهمت ب"شكل كبير" في تكوين عدد كبير من قادة ومسيري الثورة التحريرية. وأوضح القائد العام لقدماء الحركة الكشفية الذي كان يتحدث في منتدى الأمن الوطني أن هذه المنظمة "لعبت دورا بارزا في تكوين أكبر قادة الثورة التحريرية أمثال الشهداء العربي بن مهيدي وعمر لاغا و باجي مختار وأحمد بوغرة وكذا المرحوم المؤرخ محفوظ قداش". واشار سعدون في محاضرة القاها بمناسبة اليوم الوطني للكشاف المصادف ل27 مايو الحالي إلى الدور الذي لعبه مؤسس هذه الحركة محمد بوارس في "تحسيس وتوعية الشباب الجزائري بقضيتهم الوطنية والدفاع عن هويتهم الاصيلة". واستعرض المحاضر في هذا الاطار المكانة التي كان يحظى بها هذا الرجل الذي بدأ نشاطه ضمن نادي الترقي الذي تأسس عام 1927 من طرف أعيان الجزائر العاصمة لجمع النخبة من الجزائريين انذاك للحفاظ على الهوية الوطنية بكل ابعادها. واعتبر سعدون الشهيد محمد بوراس الذي اعدم من طرف السلطات الاستعمارية في 27 مايو 1941 رميا بالرصاص رفقة الشهيد محمد بوشوارب المؤسس الحقيقي لهذه الحركة التي كانت تحمل اسم الفيدرالية الوطنية للكشافة انذاك. وذكر أن من بين أهداف هذه الفيدرالية العمل على تحسيس الجزائريين بضرورة مكافحة الاستعمار واسترجاع السيادة الوطنية وتحقيق الاستقلال وتربية النشئ على حب الوطن وفق مبادئ الدين الاسلامي. كما عرج المتدخل على دور الحركة عبر كل الحقبات التاريخية لاسيما ضمن الحركة الوطنية واثناء حرب التحرير. ومن بين الشهداء الاوائل الذي سقطوا في ميدان الشرف في أحداث 8 مايو 1945 ذكر سعدون الشهيد الكشاف بوزيد سعال بولاية سطيف. كما تطرق المحاضر إلى دور الكشافة الاسلامية بعد الاستقلال الوطني مباشرة مشيرا إلى أن هذه الحركة ساهمت في مكافحة ظاهرة نشاط "مسح الاحذية" بالتكفل بالاطفال والشباب الذين كانوا يمارسون هذه الحرفة اثناء الاستعمار بتكوينهم وتعليمهم ليصبحوا بعدها اطارات في مختلف المؤسسات. وأشار سعدون أيضا إلى الدور الكبير الذي تقوم به حاليا هذه الهيئة في مختلف النشاطات التحسيسية والتوعوية التي تقوم بها حاليا لمكافحة مختلف الآفات الاجتماعية. وتقوم الحركة الكشفية بالعمل الجواري وخرجات ميدانية وقوافل تحسيسية تنظمها في مختلف ولايات الوطن يضيف نفس المتحدث ب "زرع الامل في روح الشباب باشراكهم في العمل التطوعي". أشار إلى أن هذه الحركة تضم حاليا أكثر من 20 ألف كشاف من مختلف فئات الاعمار وهي متواجدة على مستوى 43 ولاية من الوطن رغم نقص امكانياتها المادية.