نظمت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد رائد الحركة الكشفية محمد بوراس، أمس، منبرا حرا، تناولت فيه موضوع التكشيف بين الأمس واليوم، حيث فتحت المجال للكشافة من جيل اليوم، الاحتكاك بعمداء الحركة الكشفية من رجال الغد الذين أسهموا في خدمة الثورة وتربية الأجيال . قال مصطفى سعدون، القائد العام لجمعية قدماء الكشافة لدى إشرافه على افتتاح اللقاء بدار الشباب عز الدين مجوبي، "ارتأينا أن نجعل اليوم الوطني للكشاف المصادف لذكرى استشهاد رائد الحركة الكشفية الموافق ل27 ماي من كل سنة، محطة نسترجع من خلالها الحياة الكشفية إبان الثورة التحريرية، ونحوله إلى منبر نجمع فيه عمداء الحركة الكشفية من جيل الثورة وجيل اليوم ليأخذوا العبر". وأضاف، "إذا كانت الحركة الكشفية بالأمس، قد ساهمت في تحرير الوطن بتكوين قياديين عرفوا كيف يحفظوا السر وصانوا الأمانة، وأدو واجبهم على أكمل وجه، فهي اليوم تسير على نفس الخطى بتربيتها لجيل يعرف كيف يتحمل مسؤولياته ويؤمن بحب الوطن والدفاع عنه. ومن جهته، قال الشيخ بوعمران عميد الحركة الكشفية، والرئيس الشرفي لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية "إن إحياء ذكرى استشهاد رائد الحركة الكشفية، يعد نوعا من الوفاء لمؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية التي أسهمت في خدمة الثورة، وتحرير الوطن، وأقل ما يقال عن الكشافة الإسلامية أنها بنيت على الحركة الوطنية والحركة الإصلاحية القائمة على التربية. من بين الشهادات التي قدمها الشيخ بوعمران، كونه كان واحد من الأوائل الذين أسسوا أفواج كشفية إبان الاحتلال الفرنسي، أن مجاز الثامن ماي عرفت بولاية قالمة إقدام الاستعمار الفرنسي على إحراق فوج كامل من الكشافة الإسلامية الذي كان ينشط بالمنطقة. وفي سياق متصل، تحدث الشيخ بوعمران بصفته رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عن استعداده للتكفل بطبع كل المراجع التي تؤرخ للحركة الكشفية بالجزائر، حيث قال "نعمل اليوم على مستوى المجلس الإسلامي الأعلى على تفعيل الحوار بين الأديان، من خلال الرد على من يسيئون للإسلام، وبحكم أن الكشافة الإسلامية تستمد مبادئها من الشريعة الإسلامية، فالمجلس الإسلامي يضع كل الكتب بين أيدي الجمعيات ومختلف الأفواج الكشفية لتستفيدوا منها بالمجان. من جهته، تطرق عمر حاشي عميد كشفي بجمعية قدماء الكشافة إلى نشأة الحركة الكشفية في الجزائر، فقال "عند الحديث عن نشأة الحركة الكشفية بالجزائر، لابد من بحث تاريخ ظهور الجمعيات بالجزائر إبان الاحتلال الفرنسي، حيث أظهرت بعض الوثائق، أن الجمعيات بالجزائر بدأت تنشط بعد أن سمح القانون الفرنسي بتكوين الجمعيات، وكانت أول جمعية جزائرية تكونت، هي جمعية موسيقية كانت تسمى بالمغربية، بعدها تأسست جمعية أخرى ذات طابع رياضي وهي جمعية مولودية الجزائر1921. وأضاف، "عند الحديث عن التكشيف بالجزائر، نجد أن بدايته كانت أوربية وتحديدا في سنة 1912، بعدها بدأ الانخراط في الأفواج الكشفية الأوربية بداية من سنة 1930، وعقب الاحتفال بالمأوية الفرنسية، أعرب الشهيد بوراس عن رغبته في تكوين فوج كشفي مسلم، ليولد أول فوج كشفي سنة 1935 المسمى فوج الفلاح، وبحكم أن بوراس كانت له علاقات صداقة مع بعض الكشفيين الذين أسسوا بعض الأفواج الكشفية بمختلف ولايات الوطن، سعى إلى تنسيق الجهود فيما بينها، ومن ثم جاءت فكرة تأسيس فيدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية. للإشارة، استغل الكشافة من الأشبال والجولة، فرصة تواجد عمداء الكشافة الإسلامية الجزائرية، لطرح بعض الأسئلة حول واقع الكشافة إبان الثورة التحررية، والأدوار التي قام بها محمد بوراس إبان الثورة التحريرية.