على بعد بضع ساعات من الانتخابات البرلمانية في تركيا، حيث سيلعب رجب أردوغان كل أوراقه، لأجل تكريس سيطرة حزبه على الحكم بعد 13 سنة من النجاح، في كل المجالات، خاصة أن الفوز هذه المرة سيمنحه حق تقديم اقتراحات لأجل تعديل الدستور، كما يريد هو، ووضعه للاستفتاء، بدأ الغربيون يعبّرون صراحة عن خشيتهم، من هذا التحول الذكي الذي سار عبره رجب أردوغان رفقة حزبه بإنيّة ولكن بكل تأكيد، من دون أعمال ارتجالية تنسف ما قام به الحزب، الذي رفض المواجهة مع العلمانيين وترك الأمور على حالها. فقد أصبحت الصورة التي ظهر بها السيد أردوغان عند أدائه رفقة زوجته لمناسك العمرة مؤخرا لازمة بالنسبة إلى غالبية الصحف كما فعلت جريدة لوموند التي نشرت صورته وحذرت بأن الرجل كلما زار بلاد الخليج العربي أو علم بشعبيته في دول عربية وإسلامية، إلا وحنّ إلى الزمن العثماني ولكن بصورة متطورة، يحاول من خلالها ممارسة سلطنته. صحيفة لوموند الفرنسية أشارت إلى أن الرئيس التركي صار يظهر بقوة عبر التلفزيون، وذكّرت باستقباله رؤساء بلديات تركيا وحديثه معهم على ضرورة بناء مزيد من المساجد، وحمله المصحف المترجم إلى اللغة الكردية بيده، وهو يخاطب الأكراد ويستشهد بقوله تعالى: ((إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)). ووضعته الصحيفة في مكان قوة لأن الناتج المحلي في تركيا تضاعف بنسبة ثلاثة أضعاف وجعل الاقتصاد التركي في مركز قوة، منذ أن تولى حزب أردوغان الحكم، لكن مخاوف الغرب بلورتها صحيفة التايمز الإنجليزية، من خلال التحذير بما بعد الفوز بالانتخابات البرلمانية، لأن رجب أردوغان سيتمكن من تمرير مسودّة تعديل الدستور التركي، وحينها، سيكون بإمكان الرجل الأول في تركيا قبر العلمانية نهائيا والقوانين التي مرّ عليها سنوات وأقرها كمال آتاتورك التي نزعت عن تركيا بعدها الشرقي وأبعدتها عن الحروف العربية والتوجه الإعلامي، خاصة أن الأتراك لن يترددوا في التصويت عليها بقوة مثل إلغاء منع الحجاب في المؤسسات التعليمية والمهنية، وحتى تجارة الخمور والعلاقة مع إسرائيل ستكونان في خطر حسب الإعلام البريطاني.