أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ليلة "الشك" غدا الأربعاء، بخلاف السعودية وأغلب الدول العربية التي أعلنتها اليوم الثلاثاء، ما يعزز فرضية الاختلاف بين البلدين في الصيام هذا العام، بعد توافق امتد لسنوات طويلة، ما خلف جدلا واسعا بين العلماء والفلكيين في الجزائر، وامتد الخلاف والبلبلة إلى الشارع، وسط تخوفات المواطنين في اختلاف بداية الصوم بين الجزائر والبلدان العربية، ما يدع المجال مفتوحا للشك والتأويلات.. انتقد نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك بعمان، ورئيس جمعية الشعرى الجزائرية لعلم الفلك، الدكتور الجامعي جمال ميموني، وزارة الشؤون الدينية التي أعلنت ليلة "الشك" يوم الأربعاء، مطالبا الجزائر بضرورة تصحيح تاريخها الهجري وتقديم ليلة تحري الهلال الى الثلاثاء، بما يتوافق مع أغلب الدول العربية والإسلامية، وأضاف المتحدث أن الجزائر أخطأت في تاريخها الهجري المتأخر بيوم واحد عن بقية الدول العربية وهذا ما سيجعلها في حرج كبير، وأضاف جمال ميموني أن الفاتح من رمضان سيكون يوم الخميس بعد انقضاء 30 يوما من شعبان، وليس 29 يوما على غرار ما هو معتمد في الجزائر. وعلى خلاف ما جاء به ميموني، أكد رئيس منظمة المبدعين والبحث الفلكي لوط بوناطيرو أن الجزائر تعتمد تاريخا هجريا صحيحا مبنيا على الأسس العلمية الحديثة في تحري الهلال، بينما أخطأت السعودية في تاريخها الهجري الذي يتقدم على التاريخ الجزائري بيوم واحد. وكشف بوناطيرو أن جميع علماء الفلك هذا العام أجمعوا أنه يستحيل رؤية الهلال يوم الثلاثاء لاعتبارات علمية وفلكية ثابتة، وانتقد المتحدث السعودية التي برمجت "ليلة الشك" يوم الثلاثاء ما خلف جدلا واسعا في العديد من البلدان الإسلامية، "السعودية لا تعتبر بلدا مرجعيا في علم الفلك ما جعلها تخطئ في العديد من المرات في تحري الهلال، على عكس البلدان المغاربية التي عرفت نقلة نوعيا في علم الفلك على غرار الجزائر التي تعتبر حاليا قاطرة البلدان العربية في الحسابات الفلكية..". وشكر بوناطيرو وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الذي اتخذ حسبه خطوة جريئة في اتباع الحساب الفلكي الصحيح وعدم اتباع السعودية في تاريخها الهجري الخاطئ، على غرار ما أقدمت عليه العديد من البلدان العربية والإسلامية. الاختلاف حول بداية الصيام في الجزائر امتد أيضا إلى العلماء والمشايخ، حيث طالب الشيخ محمد مكركب بضرورة توحد الدول الإسلامية في الصيام وضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الاختلاف بما يعزز الفرقة والبلبلة ويشوش على المسلمين صيامهم. وقال مكركب أنه من الأفضل على الجزائر اتباع السعودية وباقي الدول العربية في تحديد الأول من رمضان من باب تعزيز الإجماع، وفي حال الاختلاف حول بداية الصيام، فإن هذا الأمر لا يصل لباب الحرام، لأن الفقهاء اختلفوا في الأمر، فمنهم من أقر باختلاف "الطلائع"، أي حرية كل بلد في تحري الهلال، ومنهم شدد على ضرورة التوحد في الصيام وهو الأرجح. وبدوره، شدد الشيخ علي عية على الجزائريين الصوم وفق رؤية الهلال، داعيا إياهم عدم اتباع هلال دول أخرى، يقول "الاختلاف في الصوم بين الدول العربية يطرح إشكالا واختلافا بين العلماء منذ القدم، لكن كبار العلماء في الجزائر ومنهم الشيخ أحمد حماني وعبد المجيد حبة رحمهما الله وكبار الفقهاء في الأمة العربية، اتفقوا أنه من حيث الشرع لكل دولة رؤيتها، وهذا درءا للفتن والشقاق بين أبناء البلد الواحد".