الأحزاب السياسية منشغلة بشؤونها تشرع الأسبوع القادم الأحزاب السياسية في عقد جامعاتها الصيفية، التي تعد بمثابة مؤتمرات مصغرة، وعلى نقيض الحركية والتسارع في الأحداث والتضارب في المواقف داخل الحزب الواحد في الجامعات الصيفية التي عرفتها صائفة ما قبل الرئاسيات في 2004، تأتي جامعات الأحزاب السياسية هذه السنة لتسجل الحضور فقط، من دون أن تحدث التفاعل والحركية التي من المفروض ان تحدثها لتصبح بذلك إطارا تكوينيا مصغرا. * * الحسابات السياسية تربط ألسنة الأحزاب بشأن الرئاسيات * * * وإن اختار حزب التجمع الوطني الديمقراطي عدم تنظيم جامعته الصيفية، بصفة نهائية فإن حزب جبهة التحرير يلتزم الحذر والصمت في ضبط أجندة جامعته الصيفية، لضمان الهدوء، فيما اختارت حركة مجتمع السلم وحزب العمال الالتفات الى المشاكل الاجتماعية واللعب على حبل الجبهة الاجتماعية ومشاكل المجتمع بخاصة ظاهرة الحرقة والقدرة الشرائية للمواطن في ظل المنحى التصاعدي الذي تأخذه أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية، غير أن الأهم في كل هذا أن لا حديث بخصوص الاستعداد للرئاسيات التي ستغيب بصفة نهائية عن جامعات القوى السياسية المؤثرة في الجزائر التي يبدو أن عنوان الرئاسيات أصبح غير معلوم لديها، إن لم نقل دخل ضمن المحظورات وفقا لتعاطيهم مع الساحة السياسية. * * * حمس تفقد "الحسّ" وتختار الإصلاح * * تحت عنوان "القيم والإصلاح الاجتماعي" اختارت حركة مجتمع السلم أن تنظم جامعتها الصيفية لهذه السنة والتي من المنتظر أن تنطلق في ال19 من الشهر الحالي وتدوم ثلاثة أيام، قال رئيس مجلس الشورى لحمس عبد الرحمان سعيدي في اتصال "للشروق اليومي" أنه تقرر بصفة نهائية أن تكون في ولاية بومرداس وتجمع 1000 مشارك، وعن اختيار موضوع الجامعة الصفية وانتقاء الجانب التربوي، قال سعيدي أنه من قناعات الحركة أن تربية المجتمع وإصلاحه هو سر ومفتاح قوة الدولة، التي تصلح بصلاح المجتمع، وعن ضيوف جامعة الحركة من علماء ومشايخ من العالم العربي، على اعتبار العرف الذي دأبت عليه في جامعاتها الصيفية، قال سعيدي أن القائمة النهائية مازالت لم تحدد، مثيرا مشكل ضمان التأشيرة لضيوف الجامعة، فيما أكد أن المستشار الداعية ورجل القانون علي جريشة، أعطى موافقته ويشارك في الجامعة الصيفية بإلقاء محاضرة. * * وعلى اعتبار أن حمس تسير بجناحين، في ظل الشرخ الموجود بين مجموعة أبوجرة سلطاني، وأنصار عبد المجيد مناصرة، قال سعيدي أن الدعوات لحضور الجامعة ستكون وفق منطق الصفة، مؤكدا أن كل مواعيد الحركة، وقيادتها ترفض رفضا قاطعا منطق الإقصاء أو إبعاد أي وجه من الوجوه، وقرار تلبية الدعوة تبقى دائما بين أيدي المعني وقراراته الشخصية. * * وأشار محدثنا أن قيادة الحركة ارتأت هذه المرة توسيع المشاركة ليشمل الحيز الأكبر منها الشباب والمرأة، بالإضافة إلى تمكين بعض الوجوه الجديدة من الحضور، وإن كان معلوم أن الحركة تأبى طرح الملفات الكبرى للمناقشة خارج أطر أهم مؤسسات الحزب، ففعلا الجامعة الصيفية لحمس ستكتفي بالجانب التربوي للمجتمع من دون التطرق إلى باقي المواضيع بما فيها موضوع طعن بعض الأطراف في شرعية المؤتمر، وهو الملف الذي قال بشأنه سعيدي نرحب بأي مبادرة لرأب الصدع، وإن كنا نحترم جماعة الإخوان بالخارج فنحن نستهجن أي تدخل في الشؤون الداخلية للحركة التي قال أنها حركة جزائرية ومشاكلها تحل داخل الإقليم الجزائري. * * الأفلان تائه وخائف من صراع الأشقاء الفرقاء * * من جهته حزب جبهة التحرير الوطني، أدار ظهره لبعض التقاليد التي كانت تعرفها الجامعة الصيفية التي أضحت عرفا وموعدا مناسبا لالتقاء مناضلي الجبهة وإطلاعهم على القضايا التي تهم الحزب وتؤثر تأثيرا مباشرا في مواقعه على الساحة السياسية، ويعتزم الحزب حسب تصريح قيادات في الحركة الاكتفاء بعقد جامعة صيفية تستقطب عددا كبيرا من المناضلين، يتجاوز عددهم 1000 مشارك، كما ستسجل حضورا واسعا للأكاديميين وأساتذة ومختصين، وذلك تفاديا لأي إنزلاقات، على خلفية أن الجناح المعارض والذي يشكو الإقصاء داخل الأفلان ينظر الى المناسبة على أنها موعد ملائ لطرح مشاكلهم، ومن المرتقب أن يشكل موضوع "الجامعة والمجتمع" المحور الأساسي لهذا الموعد، فيما ستغيب بصفة نهائية ملفات الرئاسيات وتعديل الدستور وحتى موضوع احتجاجات بعض الأطراف التي تشكو الإقصاء والإبعاد، ولحد الساعة مازال الأفلان لم يفصل بعد في تاريخ محدد لعقد الجامعة الصيفية. * * حزب العمال يعوم مع "الحراڤة" * * أما بخصوص حزب العمال، الذي تغلغلت إليه نشوة الانتصار، فإن ثاني جبهة اختارها بعدما انتقد الرئيس سياسة الخوصصة وأقر عدم صلاحياتها أمام الملأ، فسيعقد حزب لويزة حنون انطلاقا من ال17 من الشهر الجاري جامعته الصيفية، وإن اختار البليدة لتحتضن هذا الموعد الذي سيحضره 800 مشارك، فحزب العمال وكعادته انتقى المواضيع الاجتماعية وورشاته التقليدية حتى تكون أرضية ميدان مناضليه وضيوف الجامعة، حيث سيتطرق حزب العمال الى تقييم مخطط الشراكة مع الإتحاد الأوروبي وملف الحراڤة والخوصصة، وكذا مشاكل الشباب، في حين اختار حزب العمال جامعته منبرا لإعلان الحرب على قانون الأملاك الوطنية وقانون التوجيه الفلاحي، خاصة في جانبه المتعلق بمنح الأراضي عن طريق الامتياز. * * الأرندي منشغل بالحكومة ويزهد في الراحة والاستجمام * * اما الأرندي ففضل ان يحجب جامعته الصيفية هذه السنة بحجة ان مصاريف المؤتمر تغلق المجال لذلك وكذا انهماكه بترتيب أمور بيته وتنصيب الهياكل التي أفضى اليها مؤتمره الأخير على حد تعبير الناطق الرسمي لحزب اويحيى، ميلود شرفي. وان كان معلوم ان عودة الأمين العام للارندي احمد اويحيى الى قصر الدكتور سعدان وانهماكه بترتيب ملفات الجهاز التنفيذي قبيل الدخول الاجتماعي قد يكون السبب المباشر لاحتجاب جامعة التجمع هذه المرة.