تسعى الأحزاب الجزائرية خلال هذه الصائفة للنشاط بقوة من أجل استغلال العطلة الصيفية في شرح برامجها وتهيئة القاعدة للاستحقاقات القادمة المتعلقة بانتخابات 2012 الخاصة بالانتخابات المحلية والولائية. فبعد خروج المنتخب الجزائري المبكر من التصفيات المؤهلة للدور الثاني في كأس العالم، بدأت الآلة الحزبية للنشاط خلال هذا الصيف، وستتضاعف وتيرتها بعد إسدال الستار على مونديال جنوب إفريقيا. حزب جبهة التحرير الوطني سيكون صيفه هذا العام حافلا بالنشاطات وحارا على غير العادة، فتنصيب اللجان ما تزال وتيرتها متواصلة على قدم وساق، وكان آخرها لجنة حقوق الإنسان والحريات، وكذا لجنة التشغيل ومكافحة البطالة التي نصبها الأمين العام عبد العزيز بلخادم بمقر حزبه عشية الاثنين الماضي، ولن تكون اللجنة المحطة الأخيرة في نشاط الحزب، خاصة وأن الافلان يحاول لملمة شمل مناضليه بعد الخلافات التي حدثت عقب انتخابات التجديد النصفي في ديسمبر 2009. والأكيد أن هذا الفصل سيستغله الحزب في ترميم البيت وتقريب وجهات النظر بين المناضلين، فضلا عن الجامعة الصيفية التي ستقام في ولاية مستغانم، والتي قال بشأنها المكلف بالإعلام لدى الحزب العتيد في تصريح خص به "الامة العربية"، يوم الاثنين، إنه سيحضرها مختصون وأساتذة جامعيون في كافة المجالات من أجل توعية شباب الحزب وإثراء مفاهيمه. وإن كان الأفلان سينشط جامعته الصيفية هذا العام في محاولة منه للبقاء في الريادة السياسية، فإن الجبهة الوطنية الجزائرية وحسب ما صرح به زعيمها موسى تواتي لا يمكنها إقامة جامعة صيفية بسبب قلة الموارد المالية، معتبرا أن حزبه رغم توسع قاعدته، يظل فقيرا مقارنة بالأحزاب الأخرى. وعن نشاطات الحزب خلال هذه الصائفة، قال تواتي إن النشاط سيكون عاديا، مثله مثل أيام السنة، إلا أن ما لم يقله تواتي هو أنه سيكون صيفه حارا بسبب المعارك القضائية مع خصومه والاتهامات المتبادلة. وإن كان هذا هو حال الأفانا، فإن حزب أحمد أويحيى ما يزال يعمل على تكريس مكانته في الساحة السياسية من خلال الجولات الولائية التي تقوم بها القيادة الحزبية في مختلف الولايات، وهذا ما سيستمر في هذا الصيف. كما سيعمل الحزب على تنشيط دوره الميداني وتعزيز مكانة المرأة من خلال اللقاءات المستمرة بالقاعدة. في مقابل هذا، ينشغل حزب أبو جرة سلطاني بالتعبئة الشعبية من خلال التحضير لمشاريع ترفع له بورصة الأصوات ويعيد إليه وهجه الأفل بعدما كسر رفقاء عبد المجيد مناصرة ظهر الحزب، لذا فستحاول حركة الراحل محفوظ نحناح التحضير أو الترويج لقوافل نحو غزة من أجل جلب التأييد لها من الداخل وحصد المزيد من التأييد، دون أن تهمل سعيها في الإصلاح الداخلي. كما أن حركة حمس ستعمل أيضا خلال هذا الصيف، على محاولة جمع أحزاب التحالف وتسليم الرئاسة الدورية والمطالبة بتفعيل التحالف من أجل التموقع. من جهتها، لويزة حنون دشنت حملتها الصيفية بالاحتفال بالذكرى ال 20 لتأسيس حزب العمال الخميس الماضي في العاصمة. كما سيركز الحزب هذا الصيف، على الجامعة الصيفية من أجل شرح برنامج الحزب وأفكاره. والأكيد أن الأحزاب ستستغل هذا الصيف من أجل إثراء النشاط الحزبي واستغلاله في الترويج لأفكارها، وكذا من أجل التعبئة والتحضير اللازم للدخول الاجتماعي القادم.