سليم/ج من تيسمسيلت يسأل أنا فتى أبلغ من العمر 22 عاما، أعاني من التجشؤ وحرقان المعدة الشديدين في رمضان، وبسبب ذلك لم أستطع الصيام، والتجشؤ قوي يجرح حنجرتي، وصوته قوي ومزعج بالنسبة لي ومحرج، وأحس كأنه يخنقني من شدته، وأني لست قادرا على التنفس جيدا، وأيضا بعض الأوقات أجلس مختنقا من الحموضة والحرقان الشديد الذي يدفعني لشرب أكواب كبيرة من المياه. ارشدوني وجزاكم الله. الجواب ما تعانين منه أمران اثنان وهما التجشؤ وهو تجشؤ الغازات في أعلى المعدة، وارتجاع لحموضة المعدة إلى المريء بسبب الارتجاع المعدي المريئي، فالتجشؤ يحدث لأسباب عديدة وهو بحد ذاته لا يسبب حرقة خلف الصدر، وأذكر منها: - تناول كميات كبيرة أو أنواع معينة من الأطعمة. - تناول الأكل بسرعة. - تناول بعض السوائل مثل المياه الغازية. - بلع كمية كبيرة من الهواء. وهي كلها تشير إلى أن هناك غازات زائدة في أعلى البطن، أي في المعدة، فيشعر الإنسان أنه يريد أن يتجشأ فيحصل بعض الراحة بعد خروج الغازات. وأحيانا يشعر الإنسان بأن هناك غازات وانتفاخ في أعلى البطن ويكون السبب هو عسر الضم وامتلاء المعدة بالطعام مسببة تهيج المعدة؛ ولذا يكون العلاج، بعلاج السبب: - عدم إملاء المعدة بالطعام وتقليل شرب الماء مع الطعام أثناء الفطور والسحور - الابتعاد عن المشروبات الغازية. مضغ الطعام جيدا وببطء وعدم التهامه بسرعة. وأما الارتجاع المعدي المريئي فهو ارتجاع أحماض المعدة وعصارتها من المعدة إلى المريء، وهو يحدث للكثير منا، ولكن عندما يكون هذا الارتجاع بكميات كبيرة أو عندما يسبب هذا الارتجاع أعراضا مزعجة ومتكررة فإنه يصبح مرضا لا عرضا عارضاً، وهو الذي يسبب الحرقة عندك، فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهنا تحدث المشكلة. وعلاج الارتجاع يكون بتغيير نمط الحياة بحيث نتجنب مسببات الارتجاع مع التأكيد على ما يلي: تجنب المأكولات والمشروبات السالفة الذكر والتي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات. والعلاج الدوائي الذي قد يستمر لعدة أشهر، ويجب تناوله يوميا وأحيانا مرتين في اليوم فيجب تناول واحدة في السحور وأخرى عند الإفطار قبل الطعام. وفي حال عدم تحسن الأعراض فإن العلاج الجراحي هو آخر الدواء، خصوصاً عند تشخيص فتق فم المعدة وعدم تحسن الأعراض. والله الموفق.