ذهب الكثير من المستهلكين خلال شهر رمضان لهذه السنة، ضحية لبعض الجزارين بالعاصمة وما جاورها، باعوهم لحما إسبانيا طازجا على أساس أنه لحم خروف أو "بقري محلي"، وبسعر اللحم الجزائري، رغم أن اللحوم المستوردة تكون أقل تكلفة من المنتج المحلي، وهو ما وصف لدى عارفين بالمجال ب"الغش" الممارس على المستهلك في رمضان، لاسيما وأن بعض الجزارين المحسوبين على بيع هذا النوع من اللحوم لم يشعروا الزبائن ولم يعلقوا لوحات تبين بأن اللحم مستورد. أكدت مصادر على صلة بنشاط اللحوم ل"الشروق"، أن تجارة اللحوم خلال رمضان هذا العام عرفت تحايلا على الزبائن ببعض نقاط البيع بالعاصمة وما جاورها، حيث لجا بعض الجزارين إلى شراء اللحم المستورد الطازج من إسبانيا بسعر الجملة المقدر ما بين 950 دينار و1005 دينار للكيلوغرام الواحد أو أقل في بعض الأحيان، على أن يتم بيعه بنفس سعر اللحم المحلي ببعض القصابات يصل سعره إلى 1350 دينار، بهامش ربح يفوق أحيانا 300 دينار للكيلوغرام الواحد، دون إعلام الزبون أن المنتج غير محلي بتعليق لوحات تظهر البلد المستورد منه، وهو ما اعتبره البعض غشا يتطلب الردع من طرف الجهات الوصية لاسيما أن عملية استيراد اللحوم يفترض أن يكون من ورائها خفض للأسعار أو توازنها لا سيما أن العملية تساعد بنسبة 25 بالمائة في الوفرة. من جهته، أكد الناطق الرسمي لاتحاد التجار الحاج الطاهر بولنوار، أن القضية المطروحة لم يتم لمس بشأنها أي إثباتات في الوقت الراهن، غير أنه أشار إلى منع النشاط بهذا الشكل، ومن حق الزبون معرفة مصدر ونوعية المنتج، على أن يتعرض كل مخالف لعقوبات من مصالح التجارة. وأعاب بولنوار على المواطن عدم سؤاله عن كل صغيرة وكبيرة قبل الشراء لأن القانون حسبه لا يحمي المغفلين ، واستطرد المتحدث، بالقول إن الأسواق الفوضوية لا تزال أكثر الأماكن مساعدة على انتشار ذبح وبيع اللحوم بعيدا عن الرقابة في وقت تبقى قضية الإنتاج الذي لا يتجاوز 700 ألف طن، مقابل مليون طن من الطلب أكثر المشاكل المطروحة بالقطاع.