وصفت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية قائد "قوات القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ب"الشريك الخفي" للولايات المتحدة في الحرب التي تشنها على "الجماعات السنية الجهادية". وفي تقرير نشرته النسخة العبرية، نبّهت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية "لم تجد أفضل من سليماني في الحرب التي تشنها على الحركات الجهادية، في كل من العراقوسوريا ولبنان". وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتماد على سليماني ينسجم تماما مع الإستراتيجية التي أعلنتها إدارة الرئيس أوباما والتي تعطي أولوية مطلقة لهزيمة "داعش"، منبّهة إلى أن سليماني يعمل من خلال توجيه مليشيات شيعية محلية. وكشفت الصحيفة أن الشراكة بين سليماني والولاياتالمتحدة بدأت في أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 وليس الآن، مشيرة إلى أن ممثلين عن سليماني عقدوا اجتماعاً مع مسؤولين أمريكيين في سويسرا سلموهم خلاله خرائط تُظهر الأهداف التي يمكن للولايات المتحدة ضربُها خلال عملها في أفغانستان. ونقلت "هآرتس" عن ريان كروكر، سفير الولاياتالمتحدة السابق في بغداد، قوله إن الشراكة بين الولاياتالمتحدة وسليماني تكثفت عام 2003 بعد احتلال أمريكا للعراق، وأضاف كروكر أن الولاياتالمتحدة تشاورت مع سليماني عندما قامت بتعيين أول رئيس وزراء مؤقت للعراق عام 2003. ونبّهت الصحيفة إلى أن سليماني استجاب لطلب الولاياتالمتحدة وأوعز لقوات "المهدي" التابعة لمقتدى الصدر بالتوقف عن مهاجمة القوات الأمريكية في العراق، مشيرة إلى أن التنسيق غير المباشر بين سليماني والأمريكيين هو الذي قاد إلى تكليف نوري المالكي بتشكيل الحكومة العراقية عام 2010. وأوضحت الصحيفة أن سليماني عكف على إرسال رسائل نصية قصيرة إلى قادة الجيش الأمريكي، حيث كتب مرة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي الجنرال ديفيد باتريوس قائلاً: "أنا قاسم سليماني، من يدير سياسات إيران في العراق، لبنان، غزة، أفغانستان، السفير الإيراني في العراق يتبع قوات القدس، والسفير الذي سيخلفه سينتمي إلى القوات نفسها"، وكشفت "هارتس" أن الولاياتالمتحدة كان بوسعها مرتين على الأقل أن تغتال سليماني، لكنها امتنعت عن ذلك، بسبب حرصها على التعاون الخفي معه. من ناحية ثانية، أوضحت الصحيفة أن أداء سليماني في العراق مؤخرا خيّب الآمال بفعل النجاحات التي حققها تنظيم "داعش" ونجاحه في احتلال مدينة الرمادي، إلى جانب فشله في إحداث تحوّل نوعي لصالح نظام بشار الأسد، الذي تلقى هزائم مدوية منذ أفريل الماضي على يد فصائل المعارضة السورية المسلحة و"داعش" معاً. وذكرت الصحيفة أن سليماني ردا على الانتقادات الموجهة إليه بمهاجمة قادة الجيش السوري، بزعم أنهم لا يتبعون التوجيهات التي يصدرها إليهم، وذكرت أن سليماني قال في إحدى المناسبات العلنية: "لو كان لدي فرقة من عناصر كعناصر قوات الباسيج الإيرانية لسيطرت على سوريا في زمن قياسي".