اهتزت مدينة عين البيضاء، بأم البواقي، إثر حادثة تعد على قبور الشهداء، الاحد، الأمر الذي أثار غضب الرأي العام بصفة عامة، وكذا سخط واستياء ممثلي المجتمع المدني لا سيما منهم تنسيقية ومنظمة أبناء الشهداء. حيثيات القضية بحسب مصادر خاصة ل "الشروق"، تعود بتاريخها إلى الأيام القليلة المنقضية، حينما طلبت كل من تنسيقية ومنظمة أبناء الشهداء، من السلطات الولائية ضرورة إعادة تهيئة المقبرة، لتخصص البلدية للمشروع نحو 800 مليون سنتيم، إضافة إلى 500 مليون سنتيم قدمت للمشروع كإعانة من طرف إحدى الجمعيات. وتعهدت مديرية المجاهدين بمنحها مبلغا ماليا آخر من أجل تكملة الأشغال، حيث إنه وبحسب ذات المصدر، فإن المشروع منح لمقاولتين، الأولى مختصة في إعادة تهيئة السور الخارجي للمقبرة، والثانية مختصة في إعادة بناء القبور، حيث إنه وبعد إكمال الأشغال الخاصة بالصور الخارجي، انتقلت الأشغال إلى إعادة تهيئة القبور. وهنا وقع المحظور، حيث أقدم المقاول على نقل رفات 37 شهيدا من القبور الأصلية ووضعها داخل أكياس تستعمل للقمامة، دون مراعاة الشروط القانونية والدينية لذلك. المعني وبعد نقله للرفات قام بوضعها داخل الأكياس دون أن يدوّن أسماء الشهداء عليها، وقام بتكويمها داخل المقبرة. أحد ممثلي التنسيقية الولائية لأبناء الشهداء اكتشف الأمر بعد تنقله إلى المقبرة، وقام في حينها بتبليغ السلطات الأمنية والمحلية، حيث إن الأسرة الثورية تعتبر ما وقع بالمقبرة بمثابة إهانة للتاريخ وانتهاك لحرمة الموتى الذين ضحوا من أجل الجزائر المستقلة. مصالح الأمن بدورها باشرت في حينها تحقيقاتها المكثفة وقامت بفتح تحقيق معمق في قضية الحال، كما تدخلت مصالح الحماية المدنية وقامت بنقل الرفات، وسط سخط وتذمر كبيرين من طرف أئمة وسكان مدينة عين البيضاء. ممثل عن تنسيقية أبناء الشهداء بالمكتب البلدي بعين البيضاء وفي حديث ل "الشروق"، أكد على ضرورة معاقبة المتسببين في الإساءة والعبث بمقبرة الشهداء وتعريض رفاتهم للإهمال.