لا حديث في اليومين الأخيرين ببلدية سيدي عبد العزيز السياحية، التي تقع على بعد 20 كلم شرق جيجل، إلا عن الشاب الأشقر الذي يتجول في شوارعها والابتسامة لا تفارق محياه، وهو في غاية الفرح لأنه بكل بساطة يستعد لإشهار إسلامه وتطليق الديانة المسيحية، وحتى سكان المنطقة استقبلوه بالورود لأن مسجدهم سيشهد يوم الجمعة القادم حدثا مهما يعد الأول من نوعه منذ الاستقلال، إنه الشاب "فاديم باناسيور"، من مواليد 24 أوت 1989 بمدينة كييف عاصمة دولة أوكرانيا. فاديم تحدث إلى "الشروق اليومي"، باللغة الروسية، في حوار شيق ترجمه لنا صديقه "عثمان صابر"، بأنه يقطن في دولة أوكرانيا وحاصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد من جامعة كييف، اشتغل سائق سيارة أجرة بين المدينة والمطار، وتأثر بكرم وأخلاق ثلاثة طلبة جزائريين يدرسون بأوكرانيا، كان يقوم بنقلهم في سيارته عند الحاجة، "كانوا يدفعون لي الحقوق كاملة وعندما نذهب إلى المقاهي والمطاعم يتسابقون فيما بينهم لدفع ثمن الأكل ويدفعون حتى تكاليف وجباتي". وهي عادة رائعة تغرس الحب والأخوة وهي مفقودة في المجتمع الأوروبي بحسبه. وذات مرة، يقول فاديم: "سألت أحدهم: هل تأكل لحم الخنزير؟ فأجاب بلا وقال لي إن ديننا الإسلامي حرمه لأن فيه أضرارا، وهنا عرفت سرا، فأنا كلما أكلت لحم هذا الحيوان أصبت بمرض غريب.. ولما ذهبت إلى الطبيب منعني من أكل لحم الخنزير نهائيا. حب معرفتي واكتشافي للإسلام جعلني أقوم بزيارة إلى الجزائر في صيف 2014 الماضي. حملت معي 2000 دولار وبقيت 20 يوما في بلدية سيدي عبد العزيز رفقة عائلة صديقي، فكانت المفاجأة هي الكرم والسخاء وحسن المعاملة، صدقوني أنني ذرفت دموعا حارة لأنني لما عدت إلى بلدي وجدت في جيبي 2000 دولار كاملة لأنني لم أصرف ولو دولارا واحدا والهدايا كانت كثيرة من أصدقائي الجدد". وأضاف فاديم: "أخبرت عائلتي بما لقيته من حب وحسن ضيافة فقالوا لي أنت حر في حياتك اعتنق الإسلام أو افعل ما تشاء، وذات يوم وبعد نهاية لقاء كروي في كرة القدم جمع فريقي المفضل دينامو كييف وفريق شاختار قلت لصديقي صابر: لقد قررت اعتناق الدين الإسلامي عن قناعة وتطليق الديانة المسيحية بعدما قرأت القرآن الكريم وهو مترجم إلى الروسية وأنا الآن موجود بمدينة جيجل الساحرة بعدما قدمت إليها من أوكرانيا مرورا بباريس وتونس في رحلة روحانية". واستقر الشاب الأوكراني ضيفا مكرما ببلدية سيدي عبد العزيز في انتظار الإجراءات الرسمية مع مديرية الشؤون الدينية في حفل شعبي ينتظره كل سكان البلدة.