شهد فندق الأروية الذهبية ببن عكنون الأربعاء مواجهات عنيفة بين الإخوة الأشقاء في صفوف الكشافة دارت رحاها بين المعارضين بقيادة المنشقين المقصيين منير أيت يعلى عبد الكريم مشاي كريم خيار يوسف سرير وخليفة كروف من جهة وأنصار القائد العام للكشافة نور الدين بن براهم من جهة أخرى * أعضاء المجلس الوطني يجددون الثقة في بن براهم ويطالبون بوتفليقة بالترشح لعهدة ثالثة * * وتخللت المواجهات كل أساليب الشتم والسب والتنابز بالألقاب والبصق من طرف المعارضين على أنصار بن براهم، وكان المعارضون يبصقون من خلف القضبان الحديدية للفندق على وجه أنصار بن براهم الذين كانوا يحاولون إمساك البوابة لمنعهم من الدخول، ومرغت سمعة الكشافة الإسلامية الجزائرية في الوحل، حيث تفنن المعارضون المتظاهرون عند مدخل قاعة المحاضرات في توجيه كل أنواع الشتائم والتهم للقائد العام للكشافة الإسلامية، هاتفين بعبارات "بن براهم برا، بن براهم سراق، بن براهم عساس في سوناطراك". * وقد خلفت المواجهات إصابة ثلاثة جرحى في صفوف أنصار القائد العام للكشافة نور الدين بن براهم، إثر تعرضهم لهجوم من طرف المعارضين، الذين دفعوهم واقتحموا عليهم القاعة بالقوة، ما أدى إلى سقوط أحد أنصار بن براهم من ارتفاع يصل علوه إلى مترين وإصابته بجروح وكسور خطيرة، في حين أصيب في الذراع والرجل بسبب التدافع والمواجهات بين الطرفين. * * مواجهات بالأيدي تخللها السب والشتم والبصق في صفوف الكشافة * * المواجهات التي اندلعت بين الإخوة الفرقاء بدأت منذ الصباح الباكر، حيث تجمع المعارضون عند المدخل الرئيسي لحظيرة فندق الأروية الذهبية، متوعدين بالدخول إلى الفندق ولو بالقوة، في حين كان عدد من الأنصار يصطفون أمام البوابة لسدها بإحكام في وجوههم، فما كان من المعارضين إلا اللجوء إلى البصق على وجوهم، وأيديهم، لدفعهم إلى الإبتعاد عن البوابة، في وقت كان أعضاء المجلس الوطني في الداخل يحضرون للشروع في أشغال دورة استثنائية للمجلس الوطني، وأمام إصرار أنصار بن براهم على منعهم من الدخول، تسلل المعارضون وسط الأحراش والأشجار في الغابة المحيطة بفندق الأروية الذهبية ودخلوا إلى ساحة حديقة الفندق، حيث كان الأنصار يستعدون للإلتحاق بقاعة المحاضرات لمباشرة الأشغال، وبدأت المواجهات والاستفزازات بين الطرفين عن طريق مشادات كلامية وملاسنات حادة، وشتائم موجهة لبن براهم وأنصاره، على مرأى من الجميع، وسرعان ما تطورت المشادات إلى معارك طاحنة واشتباكات بالأيدي، وتوسعت المواجهات والتصادمات واختلط الحابل بالنابل وانزلقت الأمور بين الطرفين. * وتحولت ساحة الفندق إلى فوضى عارمة واشتباكات جماعية بين أعضاء الكشافة، وفي تلك اللحظة رمى المعارضون الذين كانوا مايزالون في الخارج بكل ثقلهم على البوابة الخارجية للفندق ودفعوها دفعة جماعية بالقوة، فتحطمت البوابة، ودخل المعارضون ليلتحقوا بزملائهم الذين كانوا سبقوهم من خلال التسلل بين أشجار الغابة إلى الفندق، وهنا وقع التصادم وجها لوجه، حيث هاجم المعارضون أنصار بن براهم الذين كانوا متجمعين أمام مدخل قاعة المحاضرات ودفعوهم بالقوة، حيث تمزقت البدلات الكشفية لعديد منهم، وأصيب ثلاثة قادة كشفيين من أنصار بن براهم، من بينهم قائد كشاف من ولاية المدية سقط على الأرض من ارتفاع علوه مترين، ما أدى إلى إصابته بجروح وكسور خطيرة نقل على جناح السرعة إلى المستشفى، في حين أصيب كشافان آخران، واحد في قدمه، والثاني التوت يديه عندما دفع المعارضون البوابة التي كان يمسكها هذا الأخير، في وقت وقف عمال فندق الأروية الذهبية في حالة ذهول ودهشة غير مصدقين أن ما يحدث أبطاله قادة في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية يربون أبناء العائلات الجزائرية ويفترض أنهم نموذج يقتدى به في التربية الإسلامية والأخلاق العالية.الأمر الذي دفع أنصار بن براهم إلى الانسحاب من القاعة وإخلائها لتجنب حدوث انزلاقات خطيرة، ومن ثم تمكن المعارضون من الدخول للقاعة، حيث عقدوا اجتماعا استثنائيا موازيا للمجلس الذي كان أنصار بن براهم بصدد عقده. * وحسب زعماء المعارضة، فإن الاجتماع حضره 50 عضوا من المجلس الوطني، بما فيهم الأعضاء الذين أقصاهم مجلس الإدارة، وقد أعلنوا خلاله عن سحب الثقة من القائد العام للكشافة نور الدين بن براهم، كما أعلنوا عن تنصيب لجنة وطنية موازية للتحضير لمؤتمر وطني استثنائي من أجل انتخاب قائد عام جديد للكشافة في مكان بن براهم، قبل نهاية سنة 2009، ونصب المعارضون أعضاء اللجنة في الحين. * وبمجرد أن أكمل المعارضون اجتماعهم الموازي وغادروا القاعة، تدخلت قوات مكافحة الشغب لإخراجهم من الفندق، ودخل أنصار بن براهم وعقدوا المجلس الوطني للكشافة الإسلامية بحضور 94 عضو مجلس وطني، إضافة إلى حضور شرفي لقدماء وعمداء الكشافة، ومن بينهم شقيق عميد الكشافة الإسلامية الجزائرية الشهيد محمد بوراس، وصادق أعضاء المجلس الوطني بالإجماع على تجديد الثقة في القائد العام نور الدين بن براهم ، كما صادقوا على قرار إنشاء لجنة وطنية للتحضير لمؤتمر استثنائي للكشافة، وقاموا أيضا بتنصيب أعضائها في الحين.