عقدت أمس، الدورة الطارئة للمجلس الوطني للكشافة الإسلامية التي دعا إليها القائد العام نور الدين بن براهم على وقع أزمة تنظيمية حادة، وتحول مدخل فندق الأروية الذهبية ببن عكنون إلى حلبة للصراع والعراك بعد أن فاجأ أنصار آيت يعلى المنظمين وقاموا باقتحام باب الفندق ودخلوا القاعة بالقوة ولم تهدأ الأمور إلا بعد أن استدعى المنظمون قوات الأمن. دخول أتباع آيت يعلى قاعة المحاضرات لفندق الأروية الذهبية كان في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا. بعد أن انسحب المنظمون نتيجة استعمال المنشقين للقوة، ما أسفر عن إصابة شابين من المنظمين أحدهما من محافظة المدية وآخر من محافظة تيبازة بكسر في اليد نقل على إثره للمستشفى، وبعد أن دخلوا القاعة قام آيت يعلى رفقة يوسف سرير والقادة المنشقين بالصعود إلى المنصة والإعلان عن افتتاح الدورة بحضور حوالي 40 شخصا، أصر فيما بعد بن براهم أن جلهم غرباء ولا علاقة لهم بالمجلس الوطني، ولم يغادروا القاعة إلا في حدود الحادية عشرة صباحا، بعد أن قرؤوا بيانهم الختامي الذي أعلنوا فيه عن إلغاء كل قرارات الإقصاء التي وقعها بن براهم في حق حوالي 30 عضوا، وترسيم سحب الثقة من القائد العام نور الدين بن براهم والدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي في أقرب الآجال، مع تأسيس لجنة وطنية للتحضير له كما أعلنوا أيضا عن عقد ندوة وطنية طارئة للإطارات في شهر رمضان الداخل. من جهتهم دخل أنصار بن براهم القاعة بعد ذلك وأعلن هذا الأخير عن افتتاح الدورة بحضور حوالي 94 عضو مجلس وطني، وفي كلمة له فتح بن براهم النار على من قال إنه رئيس حزب يقف وراء المنشقين ويريد الاستحواذ على أموال الكشافة، ولم يتوان بن براهم في اتهام رئيس هذا الحزب بتطبيق سياسة حزب الله اللبناني في تمويل خزينته عن طريق اقتطاع 20 بالمئة من ميزانية التنظيمات التابعة له، ولم يكتف بن براهم بهذا بل أطلق وابلا من الاتهامات بحق رئيس الحزب الذي قال إنه يمثل خطرا على الأمن العام واستقرار الحركة الجمعوية. وجدد بن براهم تأكيده على أنه يملك شريطا مصورا يقع في 42 دقيقة وبأربعة شهود يدين بشكل واضح ودامغ رئيس هذا الحزب الذي استعمل القادة المنشقين كأداة للاستحواذ على الكشافة والإساءة إليها. وبلغة التهديد والوعيد توعد بن براهم هذا الأخير بكشفه عند وزارة الداخلية بعد أن يسلمها ملفا كاملا وشاملا للأدلة التي تثبت الطابع السياسي لما حدث -على حد تعبيره- بما في ذلك الشريط المصور الذي يثبت لقاء قال إنه جمع رئيس هذا الحزب وثلاثة من القادة المنشقين الذين أكد أنهم مناضلين في ذات الحزب. وجاء في البيان الختامي الذي تم إصداره التأكيد على إعادة تزكية بن براهم على رأس المنظمة الكشفية، وتثبيت قرارات الإقصاء التي طالت القادة المنشقين بمن في ذلك المحافظون الولائيون الذين تم توقيفهم، والذين هم أعضاء في المجلس الوطني والذي صدر في حقهم أيضا قرار توقيف مؤقت مع المساءلة هذا بالإضافة إلى إنشاء لجنة جديدة للمراقبة المالية.