فوضى عامة عرفتها صبيحة أمس الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث اصطف أعضاء المجلس الوطني من جهة والمنشقين من جهة أخرى يتبادلون التهم وسط رجال الإعلام وقوات الأمن، التي لولا تدخلها لما عقدت الدورة ولتطورت الأحداث لتصل إلى ما لا يحمد عقباه. تأخر موعد انطلاق أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني للكشافة الإسلامية إلى غاية منتصف النهار، بعدما كان مقررا على الساعة الثامنة والنصف، لتتحول قاعة وفناء فندق "الأروية الذهبية" إلى مسرح لتبادل التهم والتراشق بالكلمات وسط حيرة الشيوخ العمداء، ليضطر القائد العام، نور الدين بن براهم، للاستنجاد بالقوة العمومية حتى يتسنى عقد دورة المجلس في وقتها المحدد. وهو ما حدث، حين تدخلت قوات الأمن وأبعدت المحتجين عن القاعة للسماح لأعضاء المجلس الوطني بالدخول، حيث قاموا بتزكية القائد العام وإعطائه الضوء الأخضر لاتخاذ جميع التدابير التي يراها ملائمة للحفاظ على سمعة الكشافة. وكشف القائد العام، نور الدين بن براهم، في لقاء صحفي قبل انطلاق أشغال الدورة الاستثنائية، أنه " قرر يوم 30 أوت الجاري التأسس كطرف مدني، حيث سيكشف عن شريط سمعي يتضمن مؤامرات خطيرة ضد الجزائر واعترافات لقياديين في الكشافة عن تعليمات رئيس حزب سياسي - في إشارة إلى حركة مجتمع السلم ورئيسها أبو جرة سلطاني - لاقتطاع نسبة 20 بالمائة من ميزانية الكشافة" وهذا اقتداء بما يفعله حزب الله في لبنان مع الحركة الكشفية هناك ومختلف الجمعيات". وأضاف بن براهم أن " هذا الحزب السياسي قام بتجنيد أجهزته ضد الكشافة وخطط للانقلاب، كما جند جريدة تصدر يوميا مقالا ضد القائد العام وأعدوا رزنامة، حتى أنهم لم يتمكنوا من الالتحاق بالمجلس الوطني ومناصرة قضيتهم كون تلك الأجندة لا تملي ذلك". وعن المحتجين الذين حضروا أمس إلى "الأروية الذهبية"، قال بن براهم أن "المنشقين الذين قرروا اعتماد أسلوب العنف والفوضى استقدموا شبابا من وهران وبعض الولايات ليست لهم عضوية في الكشافة ونقلوهم بالحافلات من أجل إفساد الافتتاح" وأضاف "مثل هذه الممارسات مصادرها حزبية وتعتمد على أوامر غير كشفية". وعن الأعضاء المقصيين، قال بن براهم أن "هناك 15 عضوا معنيين بالتجميد وتم إقصاء أربعة قياديين ويتعلق الأمر بكل من: مشاي عبد الكريم، خليفة كرلوف، يوسف سرير ومنير آيت يعلى، أما البقية فهم محافظون ولائيون وأعضاء مجلس وطني، يتعين عليهم تقديم استفسارات وتبريرات أمام المجلس الوطني لتفادي إقصائهم نهائيا من الكشافة. من جهتهم، أكد المنشقون أنهم "شرعوا في جمع التوقيعات من أعضاء المجلس الوطني لسحب الثقة من القائد العام نور الدين بن براهم" و أضاف يوسف سرير، محافظ العاصمة وأحد القياديين الذي يقف ضد القائد العام أنهم "سيقومون بالدعوة لندوة وطنية جامعة في رمضان تضم عمداء وقياديي الحركة الكشفية مع إلغاء جميع قرارات القائد العام وسحب الثقة منه وتنظيم مؤتمر استثنائي". واتهم المحتجون بن براهم "بتحرير محاضر وهمية لإقصاء أعضاء المجلس الوطني دون المرور عبر لجنة الانضباط مثلما تنص عليه المادة 136 من النظام الداخلي واستغلال الكشافة لأغراض شخصية وتهميش الجميع والعمل على تحضير العهدة الرابعة على أنقاض القياديين".