تراقصت أسئلة الطفولة في سماء مدينة "خنشلة" في ال 72 ساعة المنقضية، وراحت قوافل البراعم تشاكس دبيب الخشبة عبر كوكبة من الأنماط الركحية غير النمطية على غرار مسرح الأشياء وثيمتي اليُتم والذاكرة. لم تكن عودة المهرجان الثقافي الوطني الثامن لمسرح الطفل، عادية في عاصمة التاريخ وقطب البيولوجيا، وعلى وقع شعاراتية "يا نشئ أنت رجاؤنا"، تتسابق عشر فرق على البروز في تظاهرة مبهجة تحظى بإنزال ثقيل لكوكبة من الأكاديميين والناشطين والمهتمين. ولأنّ أب الفنون علامة مرادفة للتخييل والإمتاع، لم يمرّ عرض "صانع الخيال" للكاتب "فريد فروجي" والمخرج "ياسين تونسي" دون ان يثير الضجيج، تبعا لخوض ركح قسنطينة الجهوي في مسرح الأغراض، وابتعاثه نمطا جديدا في مخاطبة الطفل على الانتصار لتحديدات جديدة تتقدمها سلطة الوقت. من جانبه، فتح عرض "الرقصة الأخيرة" لجمعية "الإشراق" الجلفاوية، جرح اليتيمات وما يستبدّ بهنّ من شروخ وآلام وشقاء، والأبهى أنّ طاقم طرح بدائل للانطلاق الفكري وكبح المتاعب عبر همس راقص وإثبات الذات. وأعاد المنتج المخضرم "مصطفى علوان" ومخرجه "محمد إسلام عباس" استنطاق التاريخ عبر باكورة "الجنود الصغار" التي قدمتها جمعية أشبال "عين البنيان" وجعلتها محطة لمساءلة شوارد الذاكرة الجمعية الوطنية واستحضار رصيد وتجليات الثورة التحريرية الكبرى بلسان طفولي مسكون بإرث الماضي الآبد
رهانات أكبر يتطلع مهرجان مسرح الطفل لكسب رهانات أكبر في قادم الدورات، وبقيادة المحافظة الشابة "صبيحة طهرات"، والمدير الفني "عبد الحليم بوشراكي"، يشدّد مراقبو هذا المحفل الركحي الطفولي الذي استهلك ثماني دورات على حتمية رسم آفاق جديدة تكرّس دعائم التقييم والتقويم وتبادل الخبرات وتثمين الابتكارات الجديدة في موعد فرض نفسه كرقم مهم في المعادلة الثقافية الوطنية، وهو معنى أبرزه نشطاء الخشبة، طالما أنّ مشتلة خنشلة تؤشر على تصنيع مسرحيي الغد من خيرة البراعم الذين يراودون الفن الرابع بحماس وتميّز. وأبرزت "صبيحة طهرات" أهمية ترسيخ احتفالية مسرح الطفل تشهد تطويرا لافتا منذ ترسيم التظاهرة في 2 ماي 2007، وأبرزت حرصها على غرس قيم الرقي والإبداع في ولاية الكفاح. وأعطى شبان خنشلة انطباعا جيدا في عرض "رحلة تحت الأضواء" ل "لطفي فرحاتي" عن نص "جمال بدوي"، حيث شهد العمل الذي أنتجه صاعدون حزمة لوحات رائقة نبضت بالاستكشاف والتجدّد، واستمتع الحضور بسينوغرافيا "طارق لويز" و"عدنان بوغديري"، التركيب الموسيقي ل "صلاح بن خليفة" وكوريغرافيا "عبد الله بومعيزة".