أطلق عدد من الأساتذة والأكاديميين الذين زاروا مواقع نادرة لآثار ديناصورات بمنطقة الحمر بالبيض، وكذا عدد من الجمعيات المختصة في حماية التراث الأثري، نداء استغاثة مستعجل لحماية ما تبقى من آثار وبقايا حفريات موزّعة على 13 موقعا بالحظيرة الأثرية لولاية البيض، والتي يأتي في مقدّمتها آثار أقدام الديناصورات المكتشفة مؤخّراً بمنطقة الحمر بوافق، التي يصنّفها مختّصون، منهم الأستاذ معمري والدكتور محبوبي، بثالث اكتشاف عالمي والثاني إفريقياً كونه يحتوي على 80 أثرا لديناصورات من نوعي آكلة اللّحوم والأعشاب في نفس المكان، لدرجة أنّ التصنيف المعتمد في علم الجيولوجيا، لم يستوعب الاكتشاف، الأمر الذي يتطلّب جهودا وبحوثا جديدة قد تضفي صفة "البيض" على هذا النوع الذي يرجع اكتشافه إلى حوالي 130 مليون سنة. وبنبرة من الاستياء والحسرة، استغرب الأساتذة الذين رافقتهم "الشروق"، وجود قارورة خمر وآثار حريق في مكان وجود آثار أقدام الديناصورات، مع غياب تامّ لأيّ أنواع الحماية من طرف الجهات المخولة قانوناً بحماية هذه الآثار. القانون 04 /98 وحتى اللافتات التي غرستها كلّ من الوكالة الطبيعية لحماية الطبيعة، عجزت عن حماية نفسها من الكتابات الجانبية بالقرب من مواقع الآثار، لتبقى المحاولات كالمراسلة التي بعث بها المدير الولائي للثقافة إلى رؤساء البلديات بغرض حماية الآثار الثقافية الموجودة عبر إقليم بلدياتهم، عاجزة عن التصدي لعوامل التخريب الطبيعية والبشرية وكلّ ما تقوم به مختلف الهيئات المحليّة.