يرى مختصون بان ولاية البيّض أصبحت تحتل المراتب الريادية بحكم حيازتها على مواقع جيولوجية عالمية من حيث النوعية وعدد الباصمات، ما يسمح حسبها بتصنيفها ضمن المواقع الغنية جيولوجيا مقارنة بمحطات عالمية أخرى بإفريقيا وأمريكا. في السياق، نددت بعض الجمعيات المهتمة بالحال الذي آلت اليه بعض المواقع الأثرية التي لم تستغل بالشكل المطلوب لحد الآن، وبقيت عرضة للتخريب والإهمال من عوامل الطبيعة وإنسانية كما حدث لبعض المواقع الأثرية والهامة، من بين تلك الآثار، الموقع الجبلي الأثري ”قارة الطالب” ببلدية أربوات بالجهة الجنوبية للولاية الذي يتميز بوجود رسومات حجرية للعقرب العملاق التي يوجد مجسم منه بمدخل مطار السانية بوهران عرفانا بأهميته التاريخية والأثرية، وآثار بلدية بوسمغون التي تتعرض في الآونة الأخيرة إلى عمليات تخريب وطمس دون أن تتدخل الجهات المعنية لحمايتها، حيث ساهمت أشغال بعض المقاولات في طمس الكثير من معالم الأثر التاريخي الفريد من نوعه بالمنطقة. ضف إلى عملية التخريب والإهمال التي شهدت في الآونة الأخيرة بمنطقة الحمر بقرب من قرية مشرية الصغرى جنوب مقر الولاية حول بصمات لديناصورات والذي يضم موقعين منفصلين وبه آثار لديناصورات من النوعين آكلات الأعشاب وآكلات اللحوم به أكثر من 100 بصمة جلها من الصنف العاشب ومنها عدد قليل من آكلات اللحوم هي آثار لا تزال قائمة لحد في غياب أي مبادرة من أي مسؤول أو جهة معينة لحمايتها أو على الأقل تصنيفها، كما تنص على ذلك مختلف القوانين والمراسيم. في السياق، قال الدكتور معمري الشيخ، باحث في علم آثار الديناصورات، في حديثه للفجر أن الديناصورات عاشت وسط هذه الطبقات الصخرية التي تعود إلى العصر الطباشيري الأسفل بين 130 و135 مليون سنة، كان طول الديناصور الواحد يتراوح 12 مترا ووزنه يفوق 12 أطنان. وله فك طوله 1.5 متر، وسجلت ولاية البيّض في رصيدها الأثري والجيولوجي عدة اكتشافات لمواقع هامة، عبر محطات متنوعة أغلبها لآثار ديناصورات. والبداية كانت من مدينة البيّض عاصمة الولاية وبالتحديد على بعد ثلاثة كيلومترات شرقا بطريق بلدية الرقاصة أين تم اكتشاف محطتين، إضافة إلى موقعين بشمال المدينة بالمكان المسمى ”لخناق” تضاف لها محطة رابعة بمنطقة ”بريزينة” بمنطقة المسمى بالمزيود الناحية الشمالية لعاصمة بلدية بريزينة، وكان يحمل أهمية كبرى نظرا لقدمه مقارنة بالمواقع المذكورة. كما تم تسجيل محطة أخرى بمنطقة ”مكثر” شرق البيض بحوالي 9 كلم وهو المكان نفسه الذي عثر فيه على بقايا عظام لفيل قديم ، أما آخر اكتشاف كان بمنطقة الحمر بقرب من قرية مشرية الصغرى جنوب مقر عاصمة الولاية وذلك حسب ما أفاد به الدكتور معمري الشيخ أحد الباحثين في عالم الجيولوجية بالبيّض. وصدر بيان تنديد عن الجمعية الغزال للترقية السياحية وحماية التراث الأثري والحضاري بولاية البيّض في وقت سابق حيث نددت فيه بالمآسي الإنسانية التي خلفتها الأعمال الإجرامية التي ترتكبها عناصر التخريب، داعيا في نفس الوقت إلى تكاثف الجهود الرسمية وغير الرسمية من المجتمع المدني بأهمية حماية هذا الزخم الأثري” والمحافظة عليه وتوريثه للأجيال القادمة وإضافته للخارطة الوطنية للآثار من أجل المساهمة في تنمية السياحة.