رغم مرور ثلاثة أيام عن الدخول المدرسي على المستوى الوطني، إلاّ أن المؤسسات التربوية بولايات الجنوب عموما وولاية ورڤلة على وجه الخصوص، لازالت تشهد اضطرابات عديدة في الكثير من المدارس، على غرار الموسم الماضي، ما جعل جمعيات أولياء التلاميذ تنتفض ضد العديد من التحفظات، حيث قاطع أغلبهم الدخول المدرسي إلى غاية الاستجابة لمطالبهم المرفوعة. ففي مدينتي تڤرت وحاسي مسعود، شهدت أغلب المؤسسات التربوية غيابا شبه تام للتلاميذ عن مقاعد الدراسة وخاصة بالثانويات، وهذا رغم مرور ثلاثة أيام عن انطلاق الدراسة، وحسب استطلاع ل"الشروق" فإن الأمر يعود إلى الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة وعدم تشغيل المكيفات الهوائية بالمدارس بسبب ضعف التيار الكهربائي، ما جعلها ديكورا فقط، بالإضافة إلى افتقار المؤسسات التربوية للمياه الباردة الصالحة للشرب، وهو الأمر الذي شجع التلاميذ وأولياءهم على مقاطعة الدراسة، على غرار المؤسسات التربوية بعاصمة الولاية ورڤلة. وشهدت ابتدائية حي المستقبل الجنوبي بتڤرت التي أعطيت فيها إشارة الانطلاق الرسمي للموسم الدراسي من طرف الوالي المنتدب، اضطرابات عديدة أمام أنظار السلطات المحلية، أبرزها نقص التجهيز والتهيئة والتكييّف والاكتظاظ الذي وصل فيه عدد التلاميذ في الحجرة الواحدة إلى 60 تلميذا، بالإضافة إلى أن الأشغال لاتزال جارية لتوسعتها، أما ببلدية تماسين فقد وجد تلاميذ ابتدائية الشيخ الصغير الأبواب موصدة في وجوههم بسبب الورشات المفتوحة بداخلها ما حرمهم من الالتحاق بأقسامهم، وكذا بثانوية المصالحة الجديدة بحي النصر بورڤلة، فقد قاطع تلاميذ الدراسة لليوم الثالث على التوالي بسبب انعدام الكهرباء والماء والنظافة والتكييف والمياه الباردة، فضلا عن عدم وجود ملعب لمادة التربية البدنية، ناهيك عن عدم صلاحية دورات المياه بالثانوية المذكورة. أما ببلدية البرمة الحدودية، فلا أثر للدخول المدرسي لعدم التحاق الأساتذة والإدارة من مختلف مناطق ولاية ورڤلة بالمدارس التي قاطعها التلاميذ أيضا، كما سجلت جمعيات أولياء التلاميذ العديد من الملاحظات من بينها شغور عدد كبير من المناصب التربوية في العديد من المدارس بتڤرت وورڤلة كمستشاري التربية أو المساعدين التربويين والأساتذة، بل يوجد عدد من المدارس من دون مديرين.
وقد تحدى التلاميذ قرارات وزيرة التربية الوطنية بتوحيد موعد الدخول المدرسي وعدم مراعاتها للظروف المناخية الاستثنائية بمناطق الجنوب، إذ يعتزم هؤلاء حسب تصريحاتهم ل"الشروق" استئناف الدراسة بعد عيد الأضحى المبارك مباشرة لاستحالة التحاقهم بالدراسة في أجواء وصفوها ب"الجهنمية"، كل هذه الملاحظات تم تدوينها من طرف تنسيقية أولياء التلاميذ لرفعها إلى السلطات العليا لمعالجتها أو تصعيد موقفهم الرافض لواقع التعليم ووضعية المرافق التربوية بولاية ورڤلة.