لم تدم فرحة أولياء أطفال التوّحد طويلا بوعود وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي أكدت نهاية السنة المدرسية الماضية تخصيص أقسام خاصة بالأطفال المصابين بالتوّحد في جميع المؤسسات المدرسية، مشددة على مديري المدارس تطبيق هذه التعليمة بداية من الموسم الدراسي الجاري، غير أن تعليمات ووعود الوزيرة لم تجد لها طريقا في المدارس التي رفضت استقبال مرضى التوّحد الذين أرغموا على العودة إلى بيوتهم بحقائبهم المدرسية، ليتجذر في ذلك لديهم المرض والإحساس بالنقص، ما أثار غضب واستياء الأولياء الذين لم يجدوا طريقا للتعبير عن معاناتهم سوى وسائل الإعلام في مقدمتها جريدة الشروق اليومي التي استقبلت عشرات المكالمات من أولياء منع أطفالهم من التمدرس لا لذنب سوى لإصابتهم بمرض شفاؤه الوحيد هو الإندماج في المدارس. في هذا الإطار أكد رئيس الجمعية الوطنية لمرضى التوّحد السيد بلال حموش في تصريح للشروق أن مديري المؤسسات التربوية عللوا رفضهم لاستقبال أطفال التوّحد بعدم تلقيهم أي تعليمة من مديريات التربية، وهذا ما يستلزم على الوزيرة التدخل العاجل لإرسال تعليمة للمؤسسات التربوية تلزمهم باستقبال أطفال التوّحد في أقسام، لأن الأطفال المصابين بالتوحد درجات، فمنهم من هو قادر على التأقلم مع الأقسام العادية بشرط تخصيص وسيطة اجتماعية مهمتها مرافقة التلميذ في المدرسة لتكون وسيطا بين التلميذ والأستاذة والأولياء، وأضاف محدثنا "أن الجزائر لا تعاني من مشكل قوانين بل تعاني من مشكل تطبيق هذه القوانين، فمشكلة أطفال التوّحد مع التمدرس مشكل قديمة، حيث يوجد في الجزائر أزيد من 500 ألف طفل مصاب بهذا المرض، غير أن أغلب الأطفال محرومين من مقاعد الدراسة، ما يجعل شفاءهم متأخرا ومستحيلا، حيث أكد المختصون أن التوّحد هو مرض قابل للشفاء بالاندماج والمرافقة الأولية، وهو ما حرم منهم ألاف أطفال التوّحد". من جهتهم طالب الأولياء بضرورة تدخل وزيرة التربية بشكل عاجل لإرغام مديري المدارس على استقبال أطفال التوّحد قبل فوات الأوان.