تعتزم وزارة التربية الوطنية بعد تكريس حق التعلم للجميع، المرور إلى الحق في النجاح لجميع التلاميذ من خلال تكريس مبدأ الإنصاف والنوعية في التعليم بتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية والبيداغوجية اللازمة لتحقيق ذلك. وقالت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في حوار خصت به وكالة الأنباء الجزائرية: "إن الوزارة تهدف إلى المرور من حق التمدرس للجميع إلى حق النجاح للجميع من خلال النوعية في التعليم وتطبيق مبدأ الإنصاف بين كل أبناء الجزائريين وتوفير كل الظروف اللازمة لذلك". وتكريسا لمبدأ الإنصاف، قالت الوزيرة أنه تم اعتماد خلال السنة الدراسية الجارية منهجية جديدة لمواجهة الفشل والتسرب المدرسي و معالجة أسبابه، حيث تسعى الوزارة إلى عقلنة تسيير الزمن المدرسي من خلال تطبيق 32 أسبوع على الأقل ورقمنة القطاع. كما سيتم خلال السنة الدراسية الجديدة توسيع التعليم التحضيري وتوسيع تعليم اللغة الأمازيغية التي مرت من 11 ولاية إلى 20 ولاية عبر الوطن. وأبرزت الوزيرة أن تعميم الأقسام التحضيرية من شأنه تجسيد مبدأ الإنصاف، الذي تراهن عليه وزارة التربية. مشيرة إلى أن التلميذ الذي يمر بالتعليم التحضيري لديه فرص أكبر للنجاح في مرحلة التعليم الابتدائي. ومن جهة أخرى، ولضمان تمدرس الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، تعتزم وزارة التربية الوطنية وبمساهمة وزارة التضامن الوطني مضاعفة عدد الأقسام الخاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة كالمصابين بالتوحد والصم البكم. وأشارت في هذا الشأن أنه يوجد حاليا 142 مؤسسة تربوية في 22 ولاية فتحت أقسام داخل المؤسسات التربوية لهذه الفئة. مضيفة أن عدد المتمدرسين المصابين بمرض التوحد بلغ1236 طفل.
لجنة خبراء لقراءة الكتب الجديدة قبل طبعها أما بخصوص الكتاب المدرسي فأعلنت، عن تنصيب لجنة خبراء مهمتها قراءة النسخة الجديدة من الكتاب المدرسي في كل مادة بغرض تصحيح الإختلالات التي قد تتضمنها الكتب الجديدة قبل القيام بطبعها، ويتعلق الأمر لاسيما بإعادة كتابة البرامج والكتب الجديدة، الموجهة للسنة الأولى والسنة الثانية ابتدائي وكذا الأولى متوسط والتي سيشرع اعتمادها في العملية التربوية خلال السنة الدراسية 2016-2017 "والتي لا بد أن يتم تحيينها وتكييفها مع التغيرات الكبيرة التي يعرفها العالم". وأشارت إلى أن الوزارة بصدد أيضا، التحضير لتقديم دفتر الشروط والإعلان عن مناقصة وطنية للمؤسسات من أجل التحضير للكتاب المدرسي أو ما يسمى ب"كتاب الجيل الثاني". معترفة، بأنه خلال السنة الماضية وخلال الدخول المدرسي الجاري لم يتم تحيين المعلومات الواردة في الكتب المدرسية ولم يتم إدخال أية تغييرات على الكتب المدرسية. وبهذا الخصوص فلا تزال الكتب المدرسية على غرار كتاب الجغرافيا للسنة الرابعة متوسط يحتوي على أخطاء في المعلومات كالتي تشير إلى أن الجزائر الثانية عربيا من حيث المساحة بعد السودان رغم تقسيم هذا البلد. ولتدارك ذلك أعطت الوزارة - تضيف المسؤولة الأولى عن القطاع- تعليمات للأساتذة والمفتشين من أجل تصحيح الأخطاء الواردة في هذه الكتب (غير المحينة) خلال الدرس ،مشيرة إلى أن هذا الأمر "غير مقبول" في نظرها.
كل تغيير في نظام البكالوريا يتطلب موافقة الحكومة في موضوع آخر، أكدت بن غبريط أن الاقتراح الذي تقدم به المختصون خلال الندوة الوطنية لتقييم تطبيق إصلاح المدرسة في جويلية الماضي فيما يخص البكالوريا "يتطلب موافقة الحكومة لأنه يندرج في إطار نظام الامتحانات الوطنية". وكشفت في هذا المقام أن وزارة التربية تعمل حاليا على دراسة أهم مقترحات الندوة والتي سيتم تقديمها للحكومة في أواخر شهر سبتمبر الجاري. وأضافت السيدة بن غبريط أن إجراء امتحان البكالوريا في مادتين أثنين في السنة الثانية ثانوي أي ما يسمي بالامتحانات المسبقة، "يتطلب إضافة اقتراح آخر يتمثل في بطاقة التقييم المستمر التي تؤخذ بعين الإعتبار ، وذلك بهدف تفادي مغادرة التلاميذ الأقسام". وحسبها "فإذا أردنا تطببق هذا الاقتراح لا بد أن تكون لدينا نظرة شاملة، كما يتطلب مرحلة انتقالية إجبارية في حالة موافقة الحكومة على هذا الاقتراح".
إمكانية اللجوء لنظام الدوامين والأقسام المتنقلة لمواجهة الاكتظاظ وكشفت وزيرة التربية، عن إمكانية اللجوء إلى نظام الدوامين والاعتماد على الأقسام المتنقلة في بعض الولايات لمواجهة مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منع بعض المؤسسات التربوية. وأوضحت أنه "بالرغم من العدد المهم من الهياكل المدرسية المنجزة لا يزال مشكل الاكتظاظ مطروحا في بعض المناطق"، مضيفة أن وزارتها اقترحت "حلولا بيداغوجية كاعتماد نظام الدوامين إذا اقتضت الضرورة والأقسام المتنقلة". وأشارت الوزيرة في ذات السياق إلى أن هذه الحلول "مؤقتة" نظرا لقلة عددهم، مشيرة إلى أن نظام الدوامين سيمس نسبة 5 بالمائة من المؤسسات التربوية على المستوى الوطني في حين أن غالبيتها تتبع نظام الدوامين الجزئي والذي يمثل نسبة 18 بالمائة.
أكثر من 8 ملايين تلميذ في الموسم الدراسي الجديد وبلغة الأرقام، فقد بلغ عدد الهياكل القاعدية الجاهزة 25.946 مؤسسة تربوية منها 18.350 مدرسة ابتدائية، و5.346 متوسطة فضلا عن 2.250 ثانوية لاستقبال 8.112.475 تلميذ منهم 4.109.964 في الطور الابتدائي و 2.666.227 في الطور المتوسط و 1.336.884 في الطور الثانوي يؤطرهم أزيد من 400.000 أستاذ.