تشهد، معظم المناطق الفلاحية الرعوية بولاية البيض، هذه الأيّام حركة غير عادية من خلال توافد الكثير من مربيي المواشي والتجار وسماسرة السوق لشراء قطعان الماشية تحسباً لموعد عيد الأضحى المبارك، وذلك من خلال إطلاق عملية تسمين المواشي باستعمال "الفينسيو والسيروم". حيث يقبل محترفو سوق الماشية على انتقاء الكثير من رؤوس الغنم ذات السلالات الرفيعة من حيث الوزن ووضعها بالإسطبلات، لتسمينها تحضيرا لاكتساح الأسواق قبيل أيام العيد عملية التسمين التي تسبق عملية البيع في فترة تتراوح ما بين الشهر إلى الشهرين باستعمال العلف العادي كالنخالة والڤرط والشعير، تتم هذه الأيام بوضع الماشية داخل الإسطبلات والزرائب وتوفير لها كل ضروريات التسمين السريع كاستعمال مادة الفينيسيو من خلال إعداد علف محلي يعد بديلا لتغذية المواشي عن العشب الطبيعي الذي فقدته جل المراعي بمناطق الولاية، أمام موجة الجفاف التي حلت بالجهة، وحسب معطيات من أحد كبار الموّالين بالجهة، فإنّ عملية التسمين تساهم بقدر كبير في ارتفاع أسعار الأضاحي التي تعرف سنويا مستويات غير مسبوقة تشمل النعاج، الكباش، الحولي، الماعز.. فمثلا أسعار الكباش بدأت تتخطى عتبة 50 ألف دج، أما أسعار الحولي فلا تقل عن 40 ألف دج، لذا تتخوف الكثير من العائلات أن يتكرر سيناريو الغلاء خلال هذا الموسم. من جهة أخرى، يرجع عدد من تجّار الماشية هذا الغلاء، إلى موجة الجفاف الذي قضى على جزء هام من القطعان من خلال بيع الماشية بالجملة لأجل الإبقاء على الزمر الأخرى، علاوة عن غلاء الأعلاف التي تباع في الوقت الحالي بحوالي 3000دج للقنطار الواحد بالأسواق، وكذا جلب صهاريج المياه، ويتوقع سماسرة السوق الذي يتفننون في إلهاب الأسعار أن يصل سعر الكبش إلى 8 ملايين سم والحولي إلى 35 ألف دج والنعجة إلى 26 ألف دج، وفي السياق ذاته يعرف سوق بوقطب الذي يعد ثاني أكبر سوق ماشية في الجهة الغربية، ككّل، حركة غير عادية سببها جشع الموالين الذين يريدون تعويض نفقات مصاريف العلف والماء والتلقيح والنقل برفعهم لأثمان ماشيتهم دون مراعاة ضوابط السوق ومشاعر المواطنين المقبلين على أداء هذه السنة النبوية الشريفة، بالاعتماد على عمليات بيع وشراء سريعة وظرفية في عين المكان، حيث يقوم السماسرة بشراء المواشي من عند الموالين ومربيي الخراف بأثمان ويقومون ببيعها لسماسرة آخرين بأسعار أخرى، وقد تستمر عملية السمسرة لتتجاوز ثلاثة إلى أربعة تعاملات لتصل إلى المستهلك غالية ومرتفعة مما يجعله عاجزا غير قادر على شرائها، بل والأغرب من ذلك أن هؤلاء البارونات ينتظرون أمام مدخل السوق يسترقون النظر علّ وعسى يعثرون على صفقة العمر من عند بعض الفلاحين ومربيي الغنم الذين يجلبون مواشيهم بغرض تسويقها في هذا الفضاء التجاري الشهير فيشترونها عليهم بثمن معين ويبيعونها بثمن آخر مرتفع أضعافا مضاعفة.