سيتمكن الجزائريون خلال العام المقبل من التفسح على ضفاف وادي الحراش بالعاصمة، بعد التدشين النهائي للمشروع الذي وصف ب "مشروع القرن" بعد ثلاث سنوات من الأشغال، حيث سيدخل حيز الخدمة رسميا بعدما تم مؤخرا فتح شطرين منه، الأول يتواجد ما بين بن طلحة وبراقي والثاني أمام مصب الوادي بمحاذاة منتزه الصابلات. مشروع وادي الحراش الذي انطلقت أشغال تهيئته في 2012 مرت عبر مراحل نظرا للعراقيل والتعقيدات التي ميزته حسب رئيس المشروع بمديرية الموارد المائية لولاية الجزائر الطيب جمال، على غرار تواجد البنايات القصديرية والهشة الذي استدعى ترحيل العائلات المحاذية له لتحريري العقارات المتوجدة بها واسترجاعها لانجاز مرافق ترفيهية وملاعب ومساحات خضراء، فضلا عن الكوابل الكهربائية وقنوات الغاز التي تم تحويلهما من طرف المؤسسات المعنية كسيال وسونلغاز ما تطلب وقتا للشروع في عمليات التهيئة. ويقول ذات المسؤول أن عملية تهيئة وادي الحراش تمر عبر ثلاث مراحل وهي تطهيره من الرواسب والنفايات التي الصلبة والسائلة ومخلفات المصانع من خلال رفع كميات معتبرة قاربت 1.5 مليون متر مكعب، وكانت هذه المرحلة الأولى يهدف من خلالها تجنيب الأحياء والموقع السكنية المحاذية له من حدوث فيضانات خطيرة ووضع حد ل"كابوس" ارتفاع منسوب المياه الذي عانت منه كثير من العائلات. لتأتي بعدها مرحلة توسيع الوادي حسب الطبيعة الجغرافية لكل منطقة وكذا الكثافة السكانية، حيث تراوحت مساحة التوسعة ما بين 80 إلى 400 متر، حتى يتم تجنيب المناطق التي يمر عبرها من وقوع فيضانات قوية مثلما وقع في السابق، وهي المرحلة التي شهدت بعض العراقيل على غرار تواجد أحياء قصديرية استدعى من مصالح الولاية إعادة إسكان قاطنيها بكل من بلديات الحراش وبراقي والمحمدية، وأخرى سيتم برمجتهم في العمليات القادمة ، ناهيك عن تحويل الكوابل الكهربائية وقنوات الماء والغاز من طرف مؤسستي سيال وسونلغاز، لفسح المجال أمام المرحلة الثالثة يقول رئيس المشروع للشروع في عمليات التهيئة وانجاز الملاعب والمسابح والمسارع والمطاعم ومضامير للعدو وسير الدراجات الهوائية وكذا جسور للتنقل بين الضفتين. فيما ستكون المرحلة الثالثة والأخيرة والتي يتم الانطلاق بها بعد الانتهاء من كل عمليات التهيئة التي شملت مقطع الوادي المقدرة طولها ب 18.2 كلم، بنزع الطمي والأتربة المترسبة في قاع الوادي والتي تقدر كمياتها ب 2.5مليون متر مكعب وهي العملية المنتظر الانطلاق بها بداية 2016، حيث سيكون مسموحا باستغلال الزوارق البحرية على مستواها. 12 جسرا.. ملاعب وزوارق بحرية ومسابح عصرية في الهواء الطلق ويقول رئيس مشروع تهيئة وادي الحراش، أن الشطر الأول الذي سيفتتح رسميا بداية جوان المقبل على مستوى المقطع الرابط بين منطقة بن طلحة وبراقي على مسافة 7 كلم، ستتوفر على مجموعة من المرافق للتسلية والترفيه على غرار ثلاث ملاعب جوارية لكرة القدم معشوشبة اصطناعيا وأخرى لكرة السلة واليد ومساحات خضراء لتجمع العائلات وأخرى للترفيه مخصصة للأطفال، ما يسمح لقاطني الجهة الجنوبية للعاصمة وضواحيها بالتفسح على ضفافه، في ظل النقص الفادح لاماكن التنزه بذات المنطقة. أما عن الشطر الثاني من المشروع والمتواجد بمصب وادي الحراش بمحاذاة منتزه الصابلات في كلتا الضفتين سيحتوي على مجموعة من المرافق على غرار ملاعب جوارية بالعشب الاصطناعي، إلى جانب ملاعب أخرى لرياضات التنس وكرة السلة والقدم ومضمار آخر خاص بالدراجات الهوائية، إلى جانب مسارح في الهواء الطرق، وأماكن لجلوس العائلات، كما يتوفر على الشطر على ثلاث مسابح عصرية ذات مقاييس دولية ستفتح بصفة رسمية نهاية شهر ماي على أقصى تقدير لجعلها تحت تصرف العائلات، حيث تتوفر -حسبه- على تقنيات التصفية مياه لحماية المصطافين والمستعملة في أفخم الفنادق العالمية، مشيرا أنه سيتم ربط ضفتي الوادي ب 12 جسرا بعضها علوي يخصص للراجلين وأخر سفلي لفائدة أصحاب الدراجات الهوائية، موازاة مع الترخيص لاستغلال الزوارق البحرية بدءا من السنة المقبلة بعد تنظيفه نهائية من الرواسب. ..وادي الحراش يتحول إلى قطب سياحي بثلاثة ملايين زائر سنويا وفي سياق التغييرات التي سيعرفها الوادي مستقبلا، سيتحول المقطع الرابط بين غابة الأقبية الثلاثة ببوروبة إلى غاية مصب الوادي عبارة عن مساحات خضراء ومرافق للترفيه وهو المقطع الذي سيتم بتجهيز 6 ملاعب جوارية منها ملعب كبير، وملاعب أخرى لكرة اليد و أخر للتنس إلى جانب مرافق للاسترخاء وأخرى لممارسة الرياضة، وستكون متنفسا للعائلات القاطنة ببلديات الحراش وباش جراح وبوروبة لقضاء أوقاتها على مستواها ، في حين ستتحول المنطقة المحاذية للجسر الكبير والمقدر مساحتها ب26 هكتارا إلى بحيرة اصطناعية مع مساحات للتنزه، بالمقابل سيتم حماية منطقة الأقبية الثلاثة بالحراش، بجدران عازلة للمياه، ويشتمل المشروع كله 12 جسرا على طول الوادي، كلها تربط بين الضفاف، وهي كلها خاصة للمشاة، فضلا عن ذوي الاحتياجات الخاصة. وتوقع رئيس المشروع اكتساح أكثر من 3 ملايين زائر إلى هذا المرفق الذي تعول عليه الحكومة ليكون قطبا سياحيا يسمح باستعادة العاصمة لبريقها، بعدما كان طيلة سنوات بمثابة نقطة سوداء تنفر الزائرين إلى مدينة الجزائر، حيث يرتقب أن يساهم في تغيير النظرة السلبية التي لاحقت هذا المرفق منذ السبعينات من القرن الماضي، وهم ما سيجعله مع نهاية سنة 2016 إلى قطب سياحي بامتياز.