تنفس العاصميون الصعداء بعد افتتاح منتجع الصابلات الذي يمتد على طول مسافة 4 كلم على الساحل العاصمي، حيث يتوفر على أهم المرافق الترفيهية التي كانت غائبة، باعتبار انعدام مكان ترفيهي بعيدا عن الضوضاء وصخب السيارات التي أثقلت كاهل الجزائري. ليتحول هذا المكان بالنسبة للعديد من العائلات العاصمية منطقة للاستجمام والراحة، خاصة مع اقتراب موسم الاصطياف. كشف مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر، محمد عبد النور رابحي، في تصريح ”الفجر”، أن إنجاز منتجع الصابلات يعتبر صرحا ترفيهيا مهما بالعاصمة، حيث ان استغلال الفضاءات الكبيرة التي كانت تمتد على مدى كيلومترات لإنجاز عدة مرافق، منها على الخصوص شواطئ اصطناعية وفق تقنيات هندسية جد متطورة لتمتد على مستوى عرض البحر على مسافة تتراوح بين 60 إلى 100 متر تحت سطح الماء، وهذا وفقا لنص الاتفاقية التي أبرمتها مديرية الأشغال العمومية مع مسؤولي المتوسطية للأشغال البحرية، وإلزامها بتسليم المشروع كاملا في الأربع سنوات القادمة كأقصى حد، وهذا بالتزامها أيضا بتخصيص مساحات خضراء حتى يتمكن العاصميون من الإستفادة من المرافق الترفيهية، على أن يتم تسليمها بصفة تدريجية. وذكر مدير الأشغال العمومية أن مجمع ”الصابلات” يستطيع استيعاب ما بين 30 إلى 40 ألف زائر خلال موسم الإصطياف، وهو رقم معتبر بالنظر إلى عدم تهيئة بعض المركبات السياحية وغياب التجهيز في شواطئنا، مؤكدا في سياق حديثه أن الجزائر تحتوي ساحلا يعد من أهم السواحل على مستوى البحر الأبيض المتوسط، وبتحديد مساحة 4 كلم لهذا المنتجع التي تمتد إلى غاية محطة تطهير مياه وادي الحراش المحاذي للصابلات، حيث تتوفر هذه المساحة - حسب بنود الاتفاقية المبرمة على 3 مساحات للتنزه العائلي و 6 فضاءات للألعاب والتسلية، إلى جانب فضاء مخصص للدراجات، وكذا محلات ومطاعم عائلية لتمكين العائلات والزوار من الاستمتاع بأحسن ظروف الراحة. كما سيتم إنجاز وتهيئة ممرات خاصة بالمتنزهين إلى جانب إقامة جسر للراجلين يربط بين المنتزه والتجمعات السكنية، إلى جانب إنشاء موقف خاص بالسيارات. وفي جولة قادتنا إلى منتجع الصابلات صادفنا عائلات كثيرة جاءت لقضاء أوقات للمتعة رفقة أولادها، إلى جانب شبان اتخذوا من هذا المكان ملجأ لقضاء لحظات من اللعب والترفيه في الملاعب المقامة بالمنتزه، حيث قال لنا أحدهم أن ساعات السهر تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل. وعن توفر الجانب الأمني بالمكان أكد لنا بعض من الشباب والعائلات أن المكان آمن ولا خوف من الاعتداءات، فالشرطة متواجدة في كل مكان، خاصة أن هناك تظاهرات عديدة بالمكان. كما أن القائمين على المشروع خصصوا جانبا من هذا المنتجع لتمكين الفئات الاجتماعية من ذوي الاحتياجات الخاصة والفئات المعاقة من الاستفادة من خدمات الموقع السياحي. ويضيف رابحي، في هذا الإطار، أن المشروع سيشهد خلال الأربع سنوات المقبلة إنشاء مرافق رياضية وثقافية، ويتعلق الأمر بقصر الرياضات المختلفة، متحف أثري سيطلق عليه تسمية ”متحف إفريقيا” يتم تشييده بالجهة المحاذية لوادي الحراش الذي يشهد بدوره أشغال تهيئة وتطهير من قبل شركة كورية. وكانت شركة ”ميديترام”، وهي مؤسسة اقتصادية عمومية تنشط تحت وصاية وزارة الأشغال العمومية، قد تحصلت على عقد إنجاز مشروع إعادة تهيئة موقع الصابلات بصفة حصرية بموجب الصفقة التي وقعتها إدارة الشركة خلال السداسي الثاني من السنة المنصرمة مع مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر، في إطار مخطط إعادة تهيئة العاصمة الذي يمتد، حسب بنود العقد، لأربع سنوات فيما يخص أشغال التهيئة المتعلقة بموقع الصابلات على أن يمتد المخطط في مجمله إلى غاية سنة 2029.