في أوغندا رغم أن نسبة المسلمين قليلة أو بأقصى تقدير ممكن تكون نسبتها تقدر بثلث سكان أوغندة؛ إلا أن الدولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي وقد تصنف ضمن خانة الدول الإسلامية. ويرجع الفضل بذلك للماريشال إدي أمين داده؛ وعليه أثناء تواجدي في هذا البلد وتعداد الخيرات التي قام بها في مجال أسلمة أوغندة؛ وما سمعته عنه من أحكام مسبقة فهمت الحملة... التي تعرض لها على أساس دكتاتوري؛ وأكل للأطفال وو... * فكلها كانت حملات تشويهية؛ فيكفيه فخراً كذلك أنه أسس جامعة إسلامية عالمية موجودة في مدينة »مبالي« وهي تبعد حوالي مائتين وخمسة كيلومترات عن مدينة »كومبالا« والجامعة متكاملة لها العديد من الفروع؛ وتوجد في أدغال القارة الأفريقية على الحدود بين تنزانيا وأفريقيا الوسطى ورواندا والبورندي والكونغو؛ وكانت لنا زيارة للجامعة والالتقاء برئيس جامعتها وهو زميل فاضل وذو رؤية ثاقبة للمستقبل وما أثلج صدري أنه الجامعة الإسلامية العالمية فعلا أصبحت تشكل »لوبيا« بمعنى الكلمة بتزويدها للعديد من الإطارات والكوادر، سواء في أوغندا أو غيرها من دول الجوار. وأثناء إلقائي محاضرة حول حقوق الإنسان، كانت أغلب الأسئلة المطروحة وبصفة جريئة حول العالم الإسلامي والتكالب الغربي وعجز الأنظمة في صيانة وحصانة شعوبها. * وأوغندا تحتوي على معلمين جغرافيين أولها خط الاستواء؛ وأثناء زيارتي للخط الاستوائي انبهرت لعظمة الله في خلقه ونوامسه المقدرة والقيام بتجارب توحي لك الشطر الجنوبي عن الشمالي من الكرة الأرضية باختلاف دوران المياه واتجاهه، رغم أنك تعبر خطا افتراضيا بسنتمترات، وأثناء التواجد على خط الاستواء قد تفقد من وزنك في حدود ثلاثة كيلوغرامات نظرا لقوة الجاذبية؛ وهي محل زيارة للعديد من السياح. أما المعلم الثاني الجغرافي، هي بحيرة فكتورية والتي هي نفس مساحة أوغندة تقريبا؛ ومنبع النيل وقد تنبهر لرؤيتها؛ ومطار أوغندة موجود في منطقة أونتيبي المطلة على نهر فكتورية. * والتسمية التاريخية لأوغندا؛ هي بوغندا أي مملكة أوغندا؛ وقد تقسم أوغندا إلى ممالك وقد زرنا ملك كومبالا كنوع من الولاء وحتى يتم تسهيل مهامنا الإنسانية؛ فمسكنه مطل على مجموعة من المرافق الصحية والتعليمية والمسجد... وهي عبارة عن أوقاف تابعة له... * وأثناء زيارته كنت أتصوره؛ أنه سيكون على شاكلة شيوخ القبائل؛ ولكن لم يكن ذلك فهو شاب مثقف، طموح له سلطة روحية على المسلمين الأوغنديين... وهو منبهر بالعديد من الدول العربية وله علاقات صداقة مع بعض قادتها... وذلك ما فهمت من خلال الجلسة التي جمعتني به؛ وكذلك من بين حسناته أنه تبرع بأرض لكي تبنى عليها كلية التربية التابعة للجامعة الإسلامية العالمية. * كما كانت لدينا العديد من اللقاءات مع وزير العدل؛ ووزير الشؤون الخارجية؛ والناطق الرسمي للحكومة وكلهم مسلمون لهم نفوذ في الدولة وينتظرون الكثير من المساعدات الإنسانية من العالم الإسلامي؛ لأنه للأسف الشديد الهجمة التبشيرية شرسة في أوغندا؛ مما أدى بالعديد إلى تحويل ديانتهم وأسمائهم من الإسلام إلى المسيحية، فلا غرابة في أوغندا أنك قد تجد في نفس العائلة المسيحي والمسلم؛ كما أن العديد من المؤسسات مشكوك في عملها الإنساني؛ تعمل بدون هوادة للتنصير وما أكثرها...؛ فالعطاء الخيري ماهو إلا اليافظة الظاهرة؛ ومن الحكايات التي سردت لي، أن الرئيس أدي أمين داده أثناء حكمه طرد جميع اليهود وصادر أملاكهم وأمهلهم ثلاثين يوما للمغادرة النهائية كنوع من التعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة... واليوم المسلمون الاغنديون يحكون الحقبة بحنين ويتمنون لو تعود مرة أخرى... وذلك التصرف من الرئيس أمين داده سبب له تشويهات على مستوى السرد التاريخي لسيرته؛ وبالمناسبة أوغندا دولة مطلة على بحيرة فكتورية وقريبة من البحيرات الكبرى. * وأوغندا دولة في شرق أفريقيا الوسطى، وهي دولة داخلية وكانت سابقا مقسمة إلى أربعة ممالك بوجندا، والكولي، وأوارورو بانبورو.. سكانها منحدرون من عدة قبائل تزيد عن عشرين قبيلة، وينتمي معظمهم إلى الزنوج. وكانت أوغندا محمية بريطانية من 1894 إلى 1896 وبعد الحرب العالمية الثانية حصلت على الحكم الذاتي ثم على الاستقلال الكامل سنة 1962؛ وعدد سكانها قد لا يتجاوز 17 مليون نسمة. * [email protected]