أقدم مئات المواطنين القاطنين بمشاتي ميرهوم، لخصاف واقارو، التابعين لبلدية تسدان حدادة بميلة، الأربعاء، على غلق مقر البلدية والدائرة والضمان الاجتماعي ومركز البريد، مانعين بذلك الموظفين من الالتحاق بأماكن عملهم، وتحولت المنطقة إلى ساحة ساخنة لا لغة فيها سوى للدخان والنار. انتفاضة السكان جاءت على خلفية الوضع المزري، الذي يعيشه سكان تلك المشاتي بسبب الدخان المنبعث من المفرغة العمومية القريبة من سكناتهم. مؤكدين على مواصلة احتجاجهم إلى حين إيجاد حل لمشكل القمامة التي يتم رميها بالمنطقة، من طرف السلطات المحلية، والتي تتخذها البلدية مكانا للمفرغة العمومية منذ عدة سنوات، حيث تسبب الحرق العشوائي لها في اندلاع النيران وانبعاث الدخان بالمناطق القريبة منها في العديد من المرات، الأمر الذي أثر سلبا على صحة السكان، الذين صرحوا للشروق بأنهم يعيشون كابوسا حقيقيا، مطالبين بتحويل المفرغة إلى وجهة أخرى، واتخاذ إجراءات استعجالية وجدية للقضاء على الروائح الكريهة والدخان المنبعث منها، والتي سببت لهم أمراضا جلدية وتنفسية، راح ضحيتها العديد من الأطفال وكبار السن. يضاف إلى ذلك، أن الدخان المتصاعد صبيحة كل يوم من المفرغة أضحى يحجب الرؤية تماما على مستعملي شبه الطريق المؤدية إلى سكناتهم، كما يعد سببا مباشرا لوقوع العديد من حوادث المرور. سكان القرى طالبوا الجهات المعنية بالتدخل السريع من أجل إنهاء معاناتهم مع مشكل الطريق الذي يربط مشاتي ميرهوم ولخصاف واقارو بوسط البلدية، والذي أصبح عقب التقلبات الجوية الأخيرة غير صالح للاستعمال، بسبب كثرة الحفر والمطبات، وأكد السكان أنهم أبلغوا انشغالهم للسلطات المعنية في أكثر من مناسبة، لكن دون جدوى، الأمر الذي أرغمهم على الخروج للشارع والاحتجاج من أجل إيجاد حل حقيقي يجنبهم المعاناة التي يتخبطون فيها منذ سنوات، سواء بتغيير مكان المفرغة العمومية أو ردم محتوياتها تحت التراب، وعدم العودة إلى رمي القمامة بالمنطقة، وبالتالي تخليصهم نهائيا من هذه المعاناة اليومية، التي تسببها انبعاث الروائح الكريهة وتحول المكان القريب من سكناتهم إلى مرتع للحيوانات الضالة والكلاب المتشردة، وهو ما ينبئ بحدوث كارثة بيئية وصحية، وكذا تهيئة الطريق.