أعلن "الجيش الوطني" الذي يوالي حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن الطريق الذي يربط محافظة تعز بمحافظة الحديدة بات مقطوعاً بدءاً من، مساء الأحد، بعد سيطرة قواته على مواقع للحوثيين في جبهتي المخا ووادي الضباب. ونشر الجيش بياناً دعا فيه المواطنين إلى تجنب استخدام ذلك الطريق، بسبب ما قال إنه استخدام الحوثيين للمواطنين المارين عبره دروعاً بشرية، "بعد أن اشتد عليهم الخناق". واندلعت معارك عنيفة في جبهة المخا، مساء الأحد، مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للحوثيين، لكن مروحيات الأباتشي والسفن الحربية التابعة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية اقتربت من ميناء المخا وشنت - بحسب مصادر عسكرية وشهود عيان - أعنف قصف على ما تبقى من مواقع الحوثيين في الميناء الإستراتيجي. وقد تتيح السيطرة على الميناء تحرير محافظتي الحديدة وتعز من سيطرة الحوثيين والقوات الموالية لحليفهم علي عبد الله صالح، بحسب خبراء عسكريين. وفي مدينة تعز تمكنت "المقاومة الشعبية" من استعادة أربعة مواقع في جبهة وادي الضباب من سيطرة الحوثيين، وتقدمت - كما تقول - في المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي الذي لا يزال تحت سيطرة الحوثيين. لكن الحوثيين أعلنوا، في المقابل، أنهم قتلوا 38 شخصاً ممن وصفوهم ب"المرتزقة" أثناء زحفهم على جبهتي القصر الجمهوري والأمن المركزي. وتحدثوا عبر قناة المسيرة التابعة لهم عن إفشال زحف واسع للسيطرة على المدخل الغربي لمدينة تعز وجبهة وادي الضباب. وازدادت الأوضاع الإنسانية تعقيداً في مدينة تعز المحاصرة منذ عدة أشهر نتيجة حرمان قرابة مليون نسمة، وهم من تبقى من سكان، من الوقود والغذاء والأدوية، بحسب تقارير منظمات الإغاثة. وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان نشرته، مساء الأحد، إن المقاتلين الحوثيين يعرقلون وصول مواد إغاثة صحية إلى مستشفيين في مدينة تعز رغم مفاوضات دامت أسابيع. وذكرت المنظمة أن الشحنة التي يمنع الحوثيون دخولها تشمل مواد تخدير وخيوط جراحة ومضادات حيوية. وقالت المنظمة، إن سكان تعز يعيشون في خوف دائم من نيران القناصة من الجانبين، مؤكدة أن عشرين مستشفى كانت تعمل في تعز قبل الحرب ولم يعد يعمل منها الآن سوى ستة مستشفيات فقط في ظروف صعبة للغاية. كما أكد الأمين العام لنقابة الأطباء اليمنيين الدكتور صادق الشجاع، أن هذه ليست المرة الأولى التي يصادر فيها الحوثيون مساعدات طبية وغذائية في تعز، فقد سبق أن صادروا - كما يقول - عشر قاطرات من المعونات الطبية والغذائية تابعة لمنظمات دولية.