قطعت محافظة تعز، السبت، شوطاً كبيراً في طريق تحررها من سيطرة ميليشيات الحوثيين، إذ أعلنت لجان المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أن 90 في المائة من المدينة بات في قبضتها. وحققت المقاومة الشعبية، تقدماً متسارعاً على الأرض، وأحكمت قبضتها على أخطر المربعات الأمنية الذي كان يخضع لسيطرة الحوثيين، والمتمثل ب(إدارة أمن المحافظة، ومقر محور تعز، ومعسكر الشرطة العسكرية، ومبنى محافظة تعز، وقصر الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح)، وفقاً لمصدر في المقاومة. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، لوكالة الأناضول للأنباء، أن المقاومة تقدمت للمرة الأولى في معاقل الحوثيين بمنطقة الجحملية، وكسبت مواقع كانت تستخدم لقصف الأحياء السكنية. و ذكر المصدر، أن المقاومة تستعد للزحف صوب مبنى "القصر الجمهوري"، الذي يضم معسكراً للحرس الجمهوري، الموالي للرئيس السابق، ومعسكر القوات الخاصة، شرقي المدينة. وشهدت أحياء الجحملية وحوض الأشراف، السبت، اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين، انتهت بسيطرة المقاومة على مواقع وصفها مصدر ب"الإستراتيجية". وذكر سكان محليون، أن مسلحي الحوثي، الذين فروا من مواقعهم، بدأوا بالتجمع في مديرية صالة، شرقي المدينة، ونشروا قناصة على أسطح المباني المرتفعة، تحسباً لزحف المقاومة نحوهم. وقالت مصادر طبية، أن حصيلة ضحايا معارك السبت الدامي، كان الأكبر من حيث عدد القتلى والجرحى، في صفوف المقاومة والحوثيين، إضافة إلى سقوط مدنيين. ووفقاً لمصادر طبية، فقد سقط من الحوثيين 27 قتيلاً و90 جريحاً، مقابل 13 قتيلاً و 73 جريحاً من المقاومة الشعبية. كما تسبب القصف العشوائي الحوثي على عدد من الأحياء السكنية، بسقوط ثلاثة قتلى من المدنيين وإصابة 11 آخرون، حسب مصدر طبي. وعقب تحرير عدد من المقار الأمنية وسط المدينة، والتوغل باتجاه قلعة القاهرة والسيطرة على "جبل الوعش" (شمال المدينة)، تقول المقاومة الشعبية إن 90 في المائة من مدينة تعز بات تحت سيطرتها. وقال الناطق باسم المقاومة الشعبية في تعز رشاد الشرعبي، "إن المقاومة باتت تسيطر على أكثر من 90 في المائة من مدينة تعز، ولم يتبق سوى بعض جيوب الحوثيين، شرق المدينة وغربها". وبحسب الناطق، يتوجب على المقاومة في الساعات القادمة التحرك لفك الحصار الذي يفرضه الحوثيون على منافذ المدينة الشرقية والغربية، والسيطرة على معسكر اللواء 22 مدرع حرس جمهوري الموالي لصالح في منطقة الجند (شرق)، واللواء 35 مدرع، في منطقة المطار القديم (غرب). إلى ذلك لا تزال مدينة المخا الساحلية، التي تضم مقدمة معسكر اللواء 35، ومضيق باب المندب الذي يضم اللواء 17 مشاة، تحت سيطرة الحوثيين. ووفقاً لوكالة سبأ الحكومية، فقد اتصل الرئيس هادي، هاتفياً بأمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وعضو المجلس العسكري للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز "المحامي عبد الله نعمان"، هنأه بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني الموالية للشرعية والمقاومة الشعبية، وقال إن "تعز ستدحر كل المتآمرين، والنصر قادم لا محالة منه". واجتاح الحوثيون محافظة تعز، التي تضم أكبر تجمع سكاني في اليمن، وينظر لها كخاصرة للمحافظات الجنوبية، في 19 مارس الماضي، قبل أن تتشكل مقاومة شعبية من السكان لمناهضتهم في الشهر التالي. وبتحرير تعز المرتقب، ستكون العاصمة الثقافية لليمن، أول محافظة، شمال البلد، تدحر الحوثيين وقوات صالح، وذلك بعد الإعلان عن تحرير خمس محافظات جنوبية هي (عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وشبوة).