اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مجموعاتٍ مسلحة في ريف دمشق بارتكاب "جرائم حرب" لاستخدامها محتجزين لديها بينهم مدنيون ك"دروع بشرية" عبر وضعهم في أقفاص حديدية وزعت في الغوطة الشرقية. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد أفاد الأحد الماضي ان "جيش الاسلام"، وهو الفصيل المعارض الأكبر في ريف دمشق، وضع أسرى من قوات النظام ومدنيين من الطائفة العلوية في أقفاص حديدية وزعها في ساحات الغوطة الشرقية لدمشق وخصوصا مدينة دوما "لمنع قصف قوات النظام للمنطقة". وقالت هيومن رايتس ووتش ان "جماعات سورية مسلحة تعرّض حياة المدنيين للخطر، من ضمنهم نساء، وتحتجز أسرى من الجنود في أقفاص معدنية في كامل أنحاء الغوطة الشرقية". وأكدت المنظمة في بيانها ان "استخدام الجنود الأسرى والمدنيين بهذه الطريقة غير القانونية يجعلهم عرضة للخطر. وتُعتبر هذه الممارسات واختطاف رهائن اعتداء صارخا على كرامتهم الشخصية، وهما جريمتا حرب". وقال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط "لاشيء يبرر وضع الناس في أقفاص وجعلهم عرضة للأذى، حتى لو كان الغرض من ذلك إيقاف الهجمات العشوائية الحكومية". واضاف "يتطلب إنهاء دوامة العنف في سوريا من داعمي الجماعات المسلحة الدوليين وكذلك الحكومة وجعل حماية المدنيين أولوية قصوى". وشددت المنظمة على ان القانون الدولي يحظر "استخدام الدروع البشرية". ويظهر شريط فيديو تداولته مواقع الكترونية الأحد الماضي، ثلاث شاحنات على الأقل تحمل على متنها أقفاصا حديدية كبيرة في داخل كل منها حوالى ثمانية أشخاص، تمرّ في شارع يحيطه الدمار. ويقف أحد الفتيان خارج أحد الأقفاص ويقول "سيبقون موزعين حتى ينتهي القصف في البلد، نموت سويا". وقتل سبعون شخصا وأصيب 550 آخر بجروح في قصف استهدف مدينة دوما في الغوطة الشرقية الجمعة الماضية. وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مدفعي وجوي مصدره القوات السورية، فيما يستهدف مقاتلو الفصائل العاصمة بالقذائف التي يطلقونها من مواقع يتحصنون فيها على أطراف دمشق. وبحسب المنظمة، حصلت حادثة مشابهة في سبتمبر في قريتي الفوعة وكفريا في محافظة أدلب (شمال غرب)، المحاصرتين من قبل "جيش الإسلام"، وهو تحالف من فصائل اسلامية بينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا). وتداولت صفحة على موقع فيسبوك، تنشر أخبار القريتين، صورا لقفص ادعت أنه يحوي معتقلين من مقاتلي "جيش الفتح" وضع على سطح أحد المباني في المناطق المحاصرة، وفق المنظمة. وأسفر النزاع السوري عن مقتل اكثر من 250 ألف شخص منذ اندلاعه في مارس 2011، واتهمت اطراف عدة في النزاع بانتهاك حقوق الانسان عبر استخدام اسلحة محظورة او اللجوء إلى التعذيب والاعتقال التعسفي وممارسات اخرى. سياسياً، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله أمس الثلاثاء إن اجتماعا قد يعقد في موسكو الأسبوع المقبل بين أعضاء في الحكومة السورية وجماعات سورية معارضة، لم يحدّدها.