أخيرا.. سقط "الهارب" المدعو صالح مولاي، مؤسس أو صاحب "سوق الريح"، الذي رفع شعار "الوعد الصادق"، الذي أكدت الأيام أنه "الوعد الكاذب".. سقط "مولاي" مثلما سقط الخليفة و"عاشور" وغيرهم من النصابين والمحتالين "الهواة" منهم و"المحترفين" الذي أوقعوا آلاف الضحايا أو "الطماعين" في شباكهم واصطادوهم مثلما تُصطاد السمكة أو الأرنب! فعلا، "الطمّاع ياكلو الكذاب"، لكن هذا لا يعني أن من بين زبائن "سوق الريح" مساكين ومعوزين، وربما يكون هؤلاء الأغلبية، فقد قصدوا سور الغزلان، علهم يظفرون ب"غنيمة" تعوّض عليهم خسارتهم هنا وهناك، أو تمكنهم من "تحويشة" يستغلونها في بيعة أو زواج أو لقمة عيش! نعم، القانون لا يحمي المغفلين، لكن التسويق الإيجابي الذي استفاد منه "الوعد الصادق" عبر مختلف الولايات، وفي وسائل الإعلام المختلفة، كان سببا من أسباب ارتفاع أسهم "مولاي" في بورصة "الهفّ والفستي"، خاصة بعدما نجح في رمي الطُعم الذي أغرى الكثير وأسال لعاب السماسرة! العملية في البداية حسب ما تناقله الزبائن ومرتادو السوق، كانت "وعدا صادقا"، فقد كان مولاي يمنح كل مستحق ماله، بعد أيام من استلام السيارة، ويدفع المبلغ المتفق عليه في بداية التفاوض، وهو "الاحتيال" المزوّق بقشور الصدق والمصداقية، نجح في استدراج المزيد من الضحايا! لقد سقط أخيرا "مولاي" في المصيدة، لكن ماذا سيجني الآن آلاف الضحايا الذين خسروا أموالهم وممتلكاتهم؟.. أين كلّ تلك "الغنائم" التي حصدها الموقوف؟ هل باعها؟ خزنها، هرّبها، تقاسمها؟ هل تورّط بمفرده أو رفقة مجموعة قليلة؟ أم إنه سيفضح كلّ المتورّطين والمتواطئين في "قضية القرن" بعدما لم يتمكن الجزائريون من تناسي "فضيحة القرن"؟ منذ البداية كانت روائح نتنة تنبعث من "سوق الريح"، وكان واضحا بالنسبة للمتخوّفين والمشككين أن الأمر مرتبط بأكبر عملية احتيال، وأنه يستحيل على أيّ كان، حتى وإن كان بنكا عموميا، أن يُقبل على مثل هذه "المغامرة"، فيشتري السيارة بمائة مليون مثلا، ثمّ يبيعها بثمانين مليونا! كانت الخسارة مكشوفة ولا تتطلب تدقيقا وخبراء في المالية ولا تحتاج إلى آلة حساب، للتيقّن من أن في الأمر إن وأخواتها، وأن "المارشي" مشبوه وغير بريء ولا صلة له بالتعاملات التجارية العلنية النزيهة والنظيفة والشريفة.. لكن للأسف، رغم كلّ التحذيرات والشكوك والتساؤلات، إلاّ أن الزبائن سلكوا طريق الكرة الثلجية، فكانت المصيبة حتما! توقيف "صالح" هو في نظر المسلوبين البداية وليست النهاية، وربما بالنسبة إلى "مولاي" هو النهاية، حتى يستريح من مطاردة مصالح الأمن وملاحقة الضحايا، فيرقد بالسجن أفضل له أن يبقى مشردا في فيلات الضحايا، بعدما لم يعد يجد من يُسمعه نغمة "سمعا وطاعة يا مولاي"!