انتهت العملية التي نفذتها قوات النخبة في الشرطة الفرنسية منذ فجر الأربعاء، مستهدفة شقة في ضاحية سان دوني، شمال باريس، في سياق التحقيق حول اعتداءات الجمعة 13 نوفمبر، حسب ما أفاد مصدر في الشرطة الفرنسية. وأوضح المصدر أن شخصين متحصّنين في الشقة قُتلا، وهما امرأة فجّرت نفسها، ومشتبه فيه لم يتم تحديد هويته بعد. كما أسفرت العملية عن اعتقال سبعة أشخاص، ثلاثة منهم أخرجتهم الشرطة من الشقة، وأربعة آخرين في الجوار. وقُتل اثنان من المشتبه فيهم، أحدهما امرأة فجّرت نفسها في سابقة في فرنسا، حسب ما أفادت مصادر في الشرطة. وبدأت العملية قرابة الساعة 4,30 (3,30 ت غ) في وسط هذه المدينة الشعبية، الواقعة عند الأطراف الشمالية للعاصمة، على أقل من كيلومتر من ملعب "ستاد دو فرانس"، الذي استهدفته إحدى الهجمات الدامية، التي وقعت في 13 نوفمبر. وأكدت النيابة العامة في باريس مقتل انتحارية "فجرت سترتها الناسفة عند بدء الهجوم". وقالت النيابة العامة إن عناصر قوات النخبة في الشرطة "أخرجوا ثلاثة رجال كانوا متحصنين في الشقة وأوقفوا رهن التحقيق"، مشيرة إلى أنه لم يتم التثبّت من هوياتهم في الوقت الحاضر. وأضافت أنه تم اعتقال رجل وامرأة في الجوار المباشر للشقة وتوقيفهما رهن التحقيق. واعتقلت الشرطة رجلا قال إن اسمه جواد و"صديقة" له. وأصيب ثلاثة شرطيين على الأقل في العملية التي تستهدف البلجيكي عبد الحميد أباعود الذي يشتبه في أنه مدبّر أعنف اعتداءات في تاريخ فرنسا. وكان البلجيكي، المنحدر من المغرب، البالغ من العمر 28 عاما، غادر إلى سوريا عام 2013 للانضمام إلى تنظيم داعش الذي أصبح من أبرز وجوه دعايته تحت اسم "أبي عمر البلجيكي". واستمرت الانفجارات ورشقات الأسلحة الرشاشة بشكل متقطع لأكثر من ثلاث ساعات في وسط سان دوني التاريخي المخصص للمشاة على مقربة من بازيليك ملوك فرنسا. وانتشر الجيش في المدينة التي تضم نسبة عالية من المنحدرين من أصول مهاجرة، وطُلب من السكان لزوم منازلهم فيما راحت مروحيات تحوم فوق المدينة. وتوصل الشرطيون، خلال خمسة أيام من التحقيقات، إلى اقتفاء أثر المشتبه فيهم السبعة ووضع سيناريو للهجمات التي وصفها الرئيس فرنسوا هولاند بأنها "أعمال حربية خُطط لها في سوريا ودُبِّرت في بلجيكا ونُفذت في فرنسا بمساعدة شركاء فرنسيين". ولا يزال أحد المهاجمين صلاح عبد السلام (26 عاما) فارّا ويجري البحث عنه بصورة حثيثة، لاسيما في بلجيكا، وهو شقيق أحد الانتحاريين، إبراهيم عبد السلام. وجرى توقيف شخصين يشتبه في أنهما شريكان في الاعتداءات السبت في حي مولنبيك في بروكسل الذي يعتبر مركزا للجهاديين في أوروبا. ووجه إليهما القضاء البلجيكي التهمة في إطار "اعتداء إرهابي". ويعتقد أن الموقوفين، محمد عمري (27 عاما) وحمزة عطو (20 عاما) أخرجا صلاح عبد السلام إلى بلجيكا بعد اعتداءات باريس.