اتهمت وزيرة الثقافة خليدة تومي الإدارة بتحويل رياض الفتح من مرفق ترفيهي وثقافي إلى وكر للفساد والانحراف بسبب منحها تراخيص لخواص حوّلوا بموجبها عددا من المطاعم إلى ملاه ومراقص ليلية ويستغلون فيها فتيات قصر لرفع أرباحهم * وقالت الوزيرة في ردها على سؤال شفوي طرحه النائب عن حركة مجتمع السلم أحمد إسعاد أول أمس، فيما يخص الوضعية التي آل إليها ديوان رياض الفتح، بأن تواطؤ وتماطل الإدارة وجشع الطامعين هذا ما تسبب في انحراف رياض الفتح عن المهمة التي أنشئ من أجلها، موضحة بأن الانزلاق بدأ في العام 97، حينما كانت البلاد تمر بظروف أمنية جد عصيبة، وكان همها الوحيد حفظ الأمن. * وأوضحت تومي بأنه في تلك المرحلة بالذات قامت الإدارة بمنح ما يسمى برخصة النشاط رقم 4 لمستغلي المطاعم المتواجدة برياض الفتح، قصد تنظيم حفلات وعروض راقصة، بحجة تمكينهم من تعويض الخسائر التي تكبدوها بسبب الظروف الأمنية، "لكنهم استغلوها في الإخلال بالنظام العام والمساس بالطفولة، عن طريق استغلال فتيات قصر". * قائلة بأنه عند توليها شؤون قطاع الثقافة قامت بتوجيه تعليمة صارمة لإلغاء تلك الرخصة، وإعادة المرفق إلى مهمته الطبيعية، لكن اعترضتها إشكالية قانونية، لأن أصحاب تلك المحلات استفادوا في فترات سابقة من رخص وعقود قانونية لا يمكن إلغاؤها إلا عن طريق القضاء، موضحة بأنها حاولت مرارا غلق تلك المحلات بقرار وزاري، وكانت تلغى في كل مرة من طرف قاضي الاستعجال. * وكشفت خليدة تومي بأن عددا من المديرين تمت تنحيتهم منذ العام 2002 لأنهم رفضوا الانضمام إلى مسعى الوزارة بشأن إخراج رياض الفتح من الوضعية التي آل إليها، "لأن الأمر يتعلق بمقام الشهيد"، قائلة بأنها حاولت كثيرا لفت انتباه السلطات العمومية، دون أن يتكلل ذلك بنتيجة. * وما حزّ في نفس خليدة تومي تحول المسرح الوحيد للأطفال عبر الوطن ويقع برياض الفتح إلى ملهى ليلي، مصرة على بذل قصارى جهودها من أجل إعادته إلى عالم البراءة، كاشفة بأنها حاولت التنسيق مع مصالح وزارة الداخلية التي قامت بإصدار مرسوم تنفيذي في 4 جويلية 2005، يحدد شروط وكيفيات فتح واستغلال مؤسسات التسلية والترفيه بما فيها النوادي الليلية، حيث تفرض المادة 26 منه على مالكي النوادي الليلية إيداع طلب جديد لدى المصالح المختصة من أجل مواصلة استغلال تلك المرافق. * والقرار الوحيد الذي تمكنت وزارة الثقافة من اتخاذه، هو توجيه مذكرة لمنع الملاهي الليلية في رياض الفتح من النشاط بعد الساعة الثانية صباحا. * * ملاسنات بين خليدة تومي ونائب عن النهضة * * من جهة أخرى،تحوّل رد وزيرة الثقافة عن سؤال شفوي طرحه النائب عن حركة النهضة خليفة مسعودي حول الفضائح التي أحاطت باستقدام المغني المصري تامر حسني إلى ملاسنات بين الطرفين، حيث قالت الوزيرة بأن وزارتها ليست مسؤولة عن ذلك، وبأنها أشعرت الجهات المعنية بأن العرض الذي قدمه المغني المصري غير قانوني، بسبب غياب الترخيص. * مصرة على أن الفضيحة لا تعنيها وحدها، لأنها لم تمنح الترخيص، وأحالت القضية على وزارتي الداخلية والتجارة، وقالت بأن الطرح في أصله ساذجّ، قائلة: "وأنتم لا يحق لكم أن تقولوا بأن هذا جيد أو لا"، وهو ما لم يرق للنائب عن النهضة الذي دعا تومي إلى تحمّل مسؤولياتها، مشيرا إلى أن الشعب هو من كلفه بطرح السؤال، ما جعل خليدة تومي تطلب الاعتذار.