إذا زرت منطقة البسباس بولاية الطارف، قبل أن تفكر في زيارة المناظر السياحية، تذوق قطعة كعك من محل الحاج منور لتعيش واحدة من متع الدنيا مع الميلفاي والبسبوسة وغيرها من الحلويات والأطباق. * ولد الحاج منور سنة 1947 بحمام بني صالح، ولاية الطارف، وعندما بلغ السنة العاشرة اضطر والداه إلى مغادرة جبال حمام بني صالح التاريخية واستقروا بالبسباس، وبعد ثماني سنوات، أي سنة 1965 ، بلغ الشاب المنور سنته الثامنة عشرة، هاجر الى فرنسا وهناك عمل بنادي البحر الأبيض المتوسط ولما أظهر براعته في مجال الطهي حوله النادي إلى سويسرا أين خضع لفترة تربص لمدة ستة أشهر ولما كان قد تصدر الدفعة منحت له فرصة اختيار تعيينه في أي منتجع سياحي يرغب العمل فيه فكان اختياره لنادي البحر الأبيض المتوسط بالقاهرة سنة 1973 وهي السنة التي اندلعت فيها حرب أكتوبر، بعدها أي سنة 1974 التحق بنزل الشيراطون وهناك تألق الحاج منور وأصبح يسمى بملك الفندقة حتى أنه سنة 1982 وعندما نزل جعفر النميري رئيس جمهورية السودان ضيفا على جمهورية مصر، أقام ثلاثة أيام الزيارة بفندق الشيراتون وهي الزيارة التي تركت الرئيس حسني مبارك يتردد على نزل الشيراطون خلال الأيام الثلاثة من إقامة جعفر النميري هناك وتسنح الفرصة ليلتقي الحاج منور بالرئيس مبارك كذا مرة ويقترح عليه البقاء في مصر وله أن يحمل الجنسية المصرية إن أراد ذلك، خصوصا عندما استحضر للوفد الرئاسي الضيف طبقا من الجمبري بطريقة ابتكاريه إبداعية لم يعرفها الشيراتون من ذي قبل، إلا أن الحاج منور رد على اقتراح الرئيس بخصوص الجنسية المصرية أنه يعتبر مصر بلده الثاني... كما أن الحاج منور أصبحت له حظوة كبيرة في الأوساط الفنية والسياسية والديبلوماسية حتى أصبحت تربطه علاقة صداقة بمختلف الشخصيات السياسية والفنية مثل صداقته بالفنان حسين فهمي والفنان الكوميدي عادل إمام الذي يقول عنه الحاج منور إنه في كل مرة يزور فيها الشيراتون إلا ويلتقي به ويطلب منه أسماء المبتكرات الجديدة في الحلويات، بعدها يقول له دعني الآن آكلها بعيني قبل أن أضعها في فمي. * وعن رمضان في مصر وأنواع الأطباق هناك، أجابنا ملك الفندقة أن الطبق المفضل لدى الأسر الراقية في مصر هي الملوخية بالأرانب والفراخ بالأرز، أما الحلويات فهي البسبوسة والزلابية وغير ذلك.. وعن رجوع الحاج منور إلى أرض الوطن فقد كان سنة 1993 عندما التقى به رجل الأعمال مهري جيلالي واقترح عليه الإشراف على منتجعاته السياحية بوهران واستقر به المقام بالبلدة التي أقام بها وهو طفل إبن العشر سنوات، بلدة البسباس، بولاية الطارف، وهناك أراد أن يجسد حلمه السياحي فبنى بناية ضخمة أطلق عليها اسم السرايا ومعناها بلاط الملك، لكن مطعم خمسة نجوم الذي يحلم بتجسيده على أرض الواقع داخل السرايا ورغم التجهيزات الضخمة التي اقتناها بالملايير للمطعم لاتزال بمخازن السرايا التي طوقتها البنايات على أرضيات حولت من مساحات خضراء إلى قطع أرضية معدة للبناء وتناولتها يد البزنسة لتباع وتشترى وبأثمان خيالية لأكثر من خمس مرات... ورغم هذا الخناق الذي فرض على سرايا الحاج منور بسبب الظروف سالفة الذكر، إلا ان سراياه، خصوصا أيام رمضان، أصبحت محجا للناس من كل شرق البلاد لاقتناء أنواع كثيرة من الحلويات الرمضانية التي خص بها الحاج منور زبائنه بما في ذلك البسبوسة المصرية.