نظرت محكمة الشراقة، الأربعاء، في القضية التي أسالت الكثير من الحبر، المتمثلة في تكوين جمعية أشرار وتقليد ختم وطابع وعلامة تجارية خاصة بالمؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت. وهي ملابسات القضية التي انفجرت عندما تلقت مصالح الأمن معلومات تفيد بوجود مصنع صغير داخل مستودع بعين بنيان، يقوم المتهمون الخمسة فيه بملء أكياس الشمة بمادة تشبهها، مجهولة المصدر والمكونات. وألقي القبض على المتهمين متلبسين بالجرم المنسوب إليهم، كما ضبطت بحوزتهم 17 كيسا مليئا بمادة الشمة، بالإضافة إلى 35 كيسا مخبأ في فناء منزل المتهم الرئيسي. على إثرها، أودع هذا الأخير الحبس المؤقت فيما استفاد العمال الأربعة من إجراءات الاستدعاء المباشر من بينهم شاب متحصل على شهادة الليسانس في الحقوق. وخلال محاكمتهم، صرح المتهم الموقوف بأن المدعو "كمال. ش" هو من أرسل إليه الشمة المغشوشة عن طريق حمزة الشاوي، اللذين لم تتوصل التحريات إليهما، ليقوم ببيعها، مبررا تصرفاته بالحاجة الملحة إلى المال، كونه مسؤولا عن والدته المريضة وأسرته الصغيرة. ومن جهتهم، أجمع المتورطون الأربعة، الذين ينحدرون من ولايات ميلة وجيجل والبيض على أن المتهم الرئيسي هو من اتصل بهم وعرض عليهم العمل بأجرة 1500 دج لليوم الواحد واعترفوا جميعهم باستثاء أحدهم أنهم كانوا على علم بأن عملهم غير قانوني. وركز دفاع الطرف المدني ممثل الشركة الوطنية للتبغ والكبريت على أن أركان الجريمة متوفرة في حق المتهمين الخمسة بدليل أنهم ينشطون منذ قرابة ثلاث سنوات، حيث اعترف بأن المدعو كمال الشاوي يرسل إليه الشمة، المستوردة من تونس، من أم البواقي إلى العاصمة عن طريق حمزة الشاوي. وهو الدليل، حسب المحامي، على وجود اتفاق مسبق فيما بينهم كما أن المتهم الموقوف اشترى آلة تأريخ من تونس بقيمة 35 مليون سنتيم. والتمس وكيل الجمهورية الحبس 5 سنوات نافذة و500 ألف دج غرامة.