أطاحت مصالح الدرك الوطني بوهران بأكبر شبكة متخصصة في إنتاج ''الشمّة'' السامة، حيث أوقفت المتهم الرئيسي الذي حوّل منزله إلى مصنع غير شرعي. وحجزت كتيبة الدرك 200 قنطار من نفس المادة التي صنعت بمواد مضرة بالصحة وقاتلة. أفاد مصدر مسؤول من المجموعة الولائية للدرك الوطني بوهران، بأنه ''مواصلة للتحقيق في قضية حجز 140 قنطار من الشمّة المقلدة في أرزيو، استغلت كتيبة الدرك بوهران معلومات مفادها وجود مصنع لإنتاج نفس المادة بطريقة غير قانونية''. وبناء على ذلك تمت مداهمة المنزل الذي حوّله رئيس الشبكة إلى مصنع، بوسط مدينة وهران، أين تم حجز 60 قنطارا من الشمّة السامة، الموجهة للتسويق، باستغلال علامة المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت ''الأصيل''. وأوضح نفس المصدر بأنه ''تم توقيف ثلاثة أشخاص يمثلون عناصر الشبكة، التي تمكنت من إنتاج ''الشمّة'' بطريقة غير قانونية وبكميات هائلة''، كما تم تحويل 25 فتاة، تتراوح أعمارهن ما بين 25 و30 سنة، على التحقيق من خلال الاستماع إلى أقوالهن على محاضر رسمية، خصوصا وأنهن يعملن في المصنع من خلال توضيب وتعبئة أكياس الشمّة، بدون أي تصريح لدى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية. وكانت نفس المصالح أوقفت في العملية الأولى في أرزيو سائقي شاحنتين محملتين بالشمّة المقلدة، وشخصا ثالثا يملك محلا لتخزين هذه السلعة. كما تم خلال نفس العملية حجز ثلاث آلات تستخدم في تغليف وتعبئة الشمّة. وبينت المعاينة لأكياس الشمّة بأن مصدر هذه الأخيرة هو إسبانيا أو إيطاليا، حيث يتم إدخالها بطريقة غير قانونية إلى الجزائر عبر الحدود الغربية، كما أنها مصنعة بعيدا عن المعايير الدولية لحماية ''الشمّة'' من التعفن. وينتظر أن يتم تحويل المتهمين على العدالة، بتهمة الغش في النوعية والتهرب الضريبي، وتقدر القيمة المالية للكمية المحجوزة خلال العمليتين بحوالي 3 ملايير سنتيم. كما تم تحويل عينة من الشمّة المحجوزة إلى مخبر النوعية، من أجل إجراء التحاليل المخبرية اللازمة لهذه ''السموم''. وأفاد مصدرنا بأن ''إنتاج هذه الشمّة تم بعيدا عن الرقابة ما يجعلها تشكل خطرا على صحة مستهلكيها، حيث تسبب مضاعفات صحية خطيرة على القلب''.وتكون الشبكة الحالية على علاقة بنفس الشبكة التي سبق لمصالح الدرك الوطني بسطيف أن قامت بتفكيكها منذ أشهر، وتمكنت من حجز 32 قنطارا واسترجاع عتاد وأجهزة تستخدم من طرف المتهمين. وحولت العصابة نشاطها من شرق البلاد بسبب الحصار الأمني، الذي فرض عليها، إلى مدينة وهران، التي لم تعرف بإنتاج الشمّة من قبل. لكن الخطير في الأمر أن هذه الشمّة يرجح بأنها تحتوي مواد سامة، خصوصا وأن مادتها الأولية عبارة عن خليط من أوراق التبغ، تضاف إليها زيوت السيارات والتراب ومواد تصب في شكل ورائحة ''الشمّة''.