تمكنت نهاية الأسبوع مصالح الدرك الوطني ببلدية عين الخضراء بولاية المسيلة، من الإطاحة بعناصر ورشة متخصصة في تقليد المنتوجات التبغية بطريقة غير شرعية، يترأسها أربعة إخوة يستعملون مكونات مغشوشة إلى جانب مواد ذات عواقب خطيرة على صحة المستهلك، والتي راحت ضحيتها المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت· البردقان، الباسنجة، النشوق، الغبراء، المضغة، كلها أسماء يطلقها أصحاب الورشات السرية التي تنشط في الظلام على الشمة المقلدة والتي غزت الأسواق الوطنية في الآونة الأخيرة بصفة جد مذهلة، رغم خطرها على صحة المواطن الذي يجد نفسه يستهلك فضلات الحيوانات وزيوت السيارات، الزجاج ومواد ترونية، التي يتم طحنها ومزجها مع أوراق التبغ بوسائل تقليدية تفتقد لأبسط وسائل النظافة، ليتم بعدها تعليب المنتوج المغشوش في أكياس مقلدة، قيل لنا إن مصدرها من تونس، ويتم طبعها دون تواريخ، ليتمكن المقلدون من مطابقة الصيغة المعتمدة لدى المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت التي تعمد في كل مرة لتغيير رموزها· تحولت بلدية عين الخضراء لمعقل حقيقي لصناعة الشمة المقلدة، حيث انتشرت ورشاتها كالفطريات، مما جعل فلاحيها يودعون زراعة الحبوب منذ زمن، ليمتهنوا زراعة التبغ الذي يحول إلى منتوج مغشوش من الدخان وماركة مقلدة من مادة الشمة، ولعل أسباب ذلك متعددة أهمها الربح السريع ثم طبيعة الأرض بالمنطقة التي تمتاز بملوحة يحتاج إليها هذا النوع من المنتوج· من جهتها مصالح الدرك الوطني أكدت أن الورشة السرية التي تم تفكيكها جاءت نتيجة عمل استعلاماتي دقيق حظرته وحداتها على مدار أسبوع كامل، تم خلاله جمع كامل المعلومات المتوفرة حول طبيعة نشاط هذه الورشة بدائرة مقرة وتحديدا ببلدية عين الخضراء، أين تم استرجاع حوالي 4 قناطير من التبغ، و280 كيساً من التبغ المغشوش، إلى جانب قنطار من الشمة في شكل خام وكذا أكياس للتغليف، فضلا عن آلتين تقليديتي الصنع كانتا تستعملان في تغليف الشمة المقلدة، حيث تتم عملية التزوير على مستوى هذه الشبكة المتخصصة بطريقة ذكية، تجعل المستهلك لا يفرق بين المنتوج الأصلي والمقلد، خاصة أنها تحتوى على نفس المواصفات الموجودة في الأكياس المصنعة بطريقة شرعية، بما في ذلك الوزن، بلد الإنتاج، إلى درجة أنها تحمل عبارة حذار التقليد وكذا القانون رقم 05/85· وتم خلال هذه العملية إيقاف أربعة أشخاص تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لمحكمة مقرة الذي أمر بإيداعهم الحبس الاحتياطي·