مع استمرار موجة البرد التي تعرفها ولاية تيزي وزو منذ أيام وانخفاض درجة الحرارة التي وصلت إلى حدود درجتين تحت الصفر هذه الأيام، يعود الحديث عن ارتفاع أسعار قارورة غاز البوتان بالمناطق النائية أو البلديات التي لم يتم ربطها بشبكة الغاز حسب البرنامج المسطر الخاص بتوفير هذه المادة الحيوية. فمع بداية شهر ديسمبر الجاري تهافت العديد من المواطنين على اقتناء قارورة غاز البوتان من مراكز التوزيع التي شهدت طوابير طويلة، وهذا منظر اعتاد عليه سكان الأرياف مع بداية فصل الشتاء بالرغم من البرنامج الذي سطرته نفطال للزيادة في الإنتاج بنقاطها الثلاث المخصصة لذلك بكل من تيزي وزو، واضية وعزازقة، إلا أن بُعد المسافة الرابطة بين القرية والبلدية يجبر السكان على اقتنائها عن طريق أصحاب الشاحنات والباعة المتجولين. ففي قرية أيت علي أوموحاند التابعة لبلدية ايلولا اومالو والواقعة على بُعد 75 كلم أقصى جنوب شرق ولاية تيزي وزو لا تزال معاناة سكان المنطقة مستمرة مع الغاز وكيفية تعبئة القارورة الواحدة، والتي يتجاوز سعرها في غالب الأحيان ال500دج للقارورة الواحدة عوض 200دج، ذلك أن المنطقة استفادت فقط من الكهرباء عام 1994 وإلى غاية اليوم لم يستفد السكان من شبكة الغاز الطبيعي بالرغم من الطلبات المستمرة للسكان بتوفيره، إلا أن الوضع ما زال باق على حاله دون أن تتكفل السلطات المحلية بهذا المشكل الذي لم يعرف حلا بعد في ظل نقص الإمكانيات والفقر الذي ما زال يتخبط فيه السكان دون أن ننسى أن العديد من القرى الأخرى الواقعة ببلديات بوزقن وافرحونان وقرى واسيف، والتي لم تحظ بنصيبها من التنمية المحلية. والتخوف الكبير لدى سكان هذه المناطق المعزولة هو الاضطراب الجوي المصاحب بالثلوج والأمطار الغزيرة الذي يحرمهم من التنقل إلى البلديات لاقتناء حاجياتهم الضرورية من المواد الغذائية وقارورات غاز البوتان التي تبقى الهاجس الوحيد لدى هذه الشريحة من المواطنين. وفي انتظار أن تستفيد باقي البلديات من الغاز الطبيعي فإن السكان يضطرون وبشتى الطرق إلى الحصول على قارورات البوتان، والتي أصبحت أمرا ملحا. ويضطر سكان المنطقة في عديد الأحيان إلى قطع الأشجار واستخدامها كحطب للتدفئة أو الطهي عوض استعمال قارورات البوتان في حال عدم الحصول عليها، فهذا واقع مر ما زالت المئات من قرى ولاية تيزي وزو تعيش فيه دون إيجاد حلول تقضي على هذا المشكل نهائيا بالرغم من المشاريع المبرمجة للنهوض بواقع هذه البلديات.