عاش الجزائريون بعديد المناطق من البلاد إثر التقلبات الجوية الأخيرة، ليلة رعب حقيقية خوفا من تكرار سيناريو فيضان باب الوادي، نتيجة كمية المياه المعتبرة التي تساقطت، متسببة في غرق عديد الأحياء وسط المياه وتدفق قنوات الصرف الصحي لداخل البيوت، في وقت أدى تراكم الثلوج بعزل عديد البلديات والقرى ما استدعى وضع مخطط أمني ومراكز شرطة لإيواء المواطنين. وخلفت التقلبات الجوية ليلة أول أمس، حالة طوارئ بالعاصمة وبومرداس بعد تكرر سيناريو فيضان باب الوادي في أذهان مواطني هاتين الولايتين، نتيجة ارتفاع منسوب المياه وانسداد قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى تشريد عديد العائلات، كما هو الحال بحي "المشتالة" وسط بلدية برج البحري بالعاصمة، وحي المويلحة ببومرداس. أما بولاية المدية، فقد تسبب التساقط الكثيف للثلوج في شل حركة المرور وغلق المسالك والطرقات، ومحاصرة عديد المواطنين ومستعملي الطرق المقطوعة، ما استلزم من وحدات الأمن الوطني للولاية فتح مراكز لإيواء المواطنين وتزويدهم بوجبات غذائية ساخنة على مستوى الحواجز الأمنية، مسخرة جميع المعدات المجهزة ككاسحات الثلوج من أجل فتح المسالك والطرقات المغلقة بسبب تراكم الثلوج، مع العمل على فتح. ولم تستطيع السلطات المحلية بولايتي تيزي وزو وبجاية، في بعض المناطق من فك العزلة على المواطنين، بسبب سمك الثلوج، كما حدث في بلديات ومداشر ناث إيراثن، افنسوا، ابوذيد، ثغليت حاج علي، وغيرها، ما أرغم سكان المناطق المذكورة على التضامن قصد التعاون على فتح جزء من الطرقات المؤدية نحو المدينة وإزالة الثلوج. ومع موجة البرد القارس التي اجتاحت هذه المناطق، فقد أصبح الحصول على قارورة غاز البوتان شبه مستحيل، خاصة بالمناطق التي شهدت شبه عزلة كلية، ففي قريتي آيت علي، اوموحاند التابعة لبلدية ايلولا اومالو والواقعة على بعد 75 كلم أقصى جنوب شرق ولاية تيزي وزو، حيث تواصلت معاناتهم ككل فصل شتاء مع اقتناء قارورة غاز البوتان التي وصل سعرها ال500 دج وغير متوفرة. كما حرمت الثلوج المتراكمة قاطني هذه المناطق وأخرى من التنقل إلى البلديات لاقتناء حاجياتهم الضرورية من المواد الغذائية وقارورات غاز البوتان التي تبقى الهاجس الوحيد لدى هذه الشريحة من المواطنين، ومازاد من معاناتهم انقطاعات التيار الكهربائي المستمرة، على غرار قرى ببلدية إعكوران ازرو شبل وآحميل.
واستطاعت مصالح الحماية المدنية لولاية تيارت وسعيدة إخراج عدة حافلات لنقل المسافرين كانت محاصرة بفعل التساقط الكثيف للثلوج بالإضافة إلى تقديم المساعدة والدعم للمسافرين العالقين، كما تدخل في سبع ولايات أخرى إثر حوادث مماثلة أقل خطورة.