مع موجة البرد التي تعرفها تيارت منذ أيام وانخفاض في درجة الحرارة وصلت إلى حدود ال6° يعود الحديث عن ارتفاع أسعار قارورة غاز البوتان بالمناطق النائية أو البلديات ال12 المتبقية والتي لم يتم ربطها بشبكة الغاز الطبيعي حسب البرنامج المسطر الخاص بتوفير هذه المادة الحيوية. فمنذ الزخات الأولى للمطر وكذا موجة البرد فقد تهافت العديد من المواطنين لاقتناء قارورة الغاز البوتان من مراكز التوزيع التي شهدت طوابير طويلة وهذا منظر اعتاد عليه سكان الأرياف والدواوير طيلة فصل الشتاء بالرغم من البرنامج الذي سطرته نفطال للزيادة في الإنتاج بنقاطها الثلاث المخصصة لذلك إلا أن بعد المسافة الرابطة بين القرية والبلدية يجبر السكان على اقتنائها عن طريق أصحاب الشاحنات والباعة المتجولين. ***قرية بني سلامة في معاناة مستمرة تبقى معاناة سكان قرية بني سلامة الواقعة على بعد 10 كيلومترات من دائرة فرندة مستمرة مع الغاز وكيفية الحصول على القارورة الواحدة والتي يتجاوز سعرها في غالب الأحيان ال500دج للقارورة الواحدة عوض 200دج ذلك أن قرية بني سلامة استفادت فقط من الكهرباء عام 1972 وإلى غاية اليوم لم يستفد السكان من شبكة الغاز الطبيعي بالرغم من الطلبات المستمرة للسكان بتوفيره إلا ان الوضع ما زال باق على حاله دون أن تتكفل السلطات المحلية بهذا المشكل الذي لم يعرف حلا بعد في ظل نقص الإمكانيات والفقر الذي ما زال يتخبط فيه السكان دون ان ننسى أن العديد من القرى الأخرى الواقعة ببلديات مشرع الصفا وعين الحديد والنعيمة والبلديات الأخرى البعيدة والتي لم تحظ بنصيبها من التنمية المحلية. والتخوف الكبير لدى سكان هذه المناطق المعزولة هو تساقط الثلوج الذي يحرمهم من التنقل إلى البلديات لاقتناء حاجياتهم الضرورية من المواد الغذائية وقارورات غاز البوتان التي تبقى الهاجس الوحيد لدى هذه الشريحة من المواطنين. وفي انتظار أن تستفيد باقي البلديات من الغاز الطبيعي فإن السكان يضطرون وبشتى الطرق إلى الحصول على قارورات البوتان والتي أصبحت أمرا ملحا. ويضطر سكان القرى وفي عديد الأحيان إلى قطع الأشجار واستخدامها كحطب للتدفئة أو الطهي عوض استعمال قارورات البوتان في حال عدم الحصول عليها، فهذا واقع مر ما زالت أرياف ومداشر تيارت تعيش فيه دون إيجاد حلول تقضي على هذا المشكل نهائيا بالرغم من المشاريع المبرمجة للنهوض بواقع هذه البلديات .