أكد أمس، وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أنّ الإرهاب ظاهرة دولية تتطلّب تنسيقا جهويا وإقليميا ودوليا لمحاربتها، مشيرا إلى ضرورة تحديث الآليات وتكييف الخطاب لمواجهة الجماعات الإرهابية، وأكّد أنّ أفضل الحلول هي تجفيف منابع تمويل المتطرّفين عن طريق محاربة تهريب المخدّرات ومنع دفع الفدية وتطوير التنمية. وأضاف لعمامرة خلال إشرافه على أشغال المؤتمر الإفريقي للسلم والأمن في طبعته الثالثة بمركز عقد الإتفاقيات بوهران، بمشاركة وزراء خارجية مختلف الدول الإفريقية، أنّ المسؤولية الإقليمية لمختلف الدول الإفريقية تفرض عليها معالجة مختلف القضايا الحسّاسة عن طريق التنسيق فيما بينها وليس فرديا، خصوصا فيما يتعلّق بظاهرة الإرهاب التي تأخذ أبعادا دولية، مشيرا إلى تنظيم داعش والقاعدة وجماعة بوكو حرام والشباب، وغيرها من الجماعات المتطرّفة في مالي والساحل وليبيا وجنوب السودان وما خلّفته من آثار سلبية وموجات لاجئين . وقال لعمامرة إنّ "الاعتداءات الأخيرة ببيروت وتونس وباريس وباماكو، تؤكّد أنّ الإرهاب يهدّد مختلف دول العالم والمجتمعات والقيم"، ودعا المشاركين في المؤتمر الإفريقي رفيع المستوى إلى ضرورة تفعيل آليات مكافحة الإرهاب وحلّ النزاعات والأزمات بالدول الإفريقية، عن طريق تحديث الوسائل وتكييف الخطاب لمحاربة التطرّف والعنف، ويرى لعمامرة أنّ أفضل السبل هي تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية، "التي عزّزت إمكانات المتطرّفين، خصوصا تهريب المخدّرات ودفع الفدية لتحرير الرهائن والجريمة المنظّمة"، وذهب إلى أكثر من ذلك، بالدعوة إلى ترقية التنمية الاقتصادية معتبرا إيّاها سبب التطرّف لدى الشباب. لعمامرة قال إنّ حادثة احتجاز رهائن بفندق مالي مؤخّرا تدعو لليقظة والحذر والعمل على تعزيز قيم السلم والمصالحة، مشيرا إلى أنّ الرئيس بوتفليقة استقبل هذه السنة أزيد من 20 شخصية من رؤساء دول وحكومات، منوّها بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب وإرساء قيم السلم والأمن. وقال لعمامرة إنّ وزراء الدفاع بالدول الإفريقية سيجتمعون شهر جانفي المقبل من أجل تجسيد الرؤى السياسية والحلول الأمنية في المنطقة لفضّ النزاعات ومحاربة الجماعات الإرهابية. كما أكّد، لعمامرة، على ضرورة تحمّل مجلس الأمن مسؤوليته تجاه قضيّة الصحراء الغربية، والعمل على تجسيد قرارات الأمم المتحدّة، متّهما المغرب بعرقلة الاستفتاء الشعبي حول تقرير المصير وتخليص الصحراويين من الاحتلال. مشددا على موقف الجزائر الثابت الداعي إلى حرّية تقرير الشعب الصحراوي لمصيره ورفض الاحتلال المغربي، متّهما المغرب بتعمّد تعطيل هذه القرارات وإطالة عمر الاحتلال.