استاء سكان بلدية تيزي غنيف من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة "المفترسة" والمتشردة، والتي أضحت تشكل خطرا على حياة سكان المدينة، وتنتشر بشكل متكرر في محيط السوق الأسبوعي بطريق المذبح البلدي ووسط المدينة، حيث تبحث عن بقايا الطعام وبقايا اللحوم وأحشاء الدجاج التي يستغني عنها بعض الجزارين والمطاعم، خاصة في الصباح الباكر وفي ساعات متأخرة من الليل، الشيء الذي أصبح يهدد المتوجهين في الصباح الباكر إلى العمل وكذا التلاميذ بمختلف أطوارها فضلا عن المترددين إلى المساجد لأداء صلاة الفجر وكل عابري السبيل. وللإشارة، فإن بعض المارة تعرضوا أكثر من مرة لهجمات مفاجئة من طرف الكلاب الضالة التي تضايقهم بشكل كبير خاصة الأطفال الصغار والمسنين. ورغم حملة القضاء على الكلاب الضالة التي نظمت قبل شهر رمضان المنصرم، إلا أن مدينة تيزي غنيف تعرف عودة مخيفة لهذه الحيوانات التي من الممكن أن تكون مصابة بداء الكلب، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطرا حقيقيا على صحة الأطفال وسلامتهم، فضلا عن حالة الإزعاج الدائمة التي يسببها نباحها المتواصل طيلة الليل، ما يثير خوفا وهلعا وسط السكان من خطر انتشار الأمراض المتنقلة كالجرب وداء الكلب. وحسب بعض شهود العيان فإن الغريب فيها أنها لم تعد تتجول بشكل فردي بل في شكل جماعات وتهاجم أحيانا من يحاول طردها وتجتمع في أماكن مختلفة يصل عددها إلى عشرات الكلاب، كما تقوم بنقل القاذورات بين منازل المواطنين، مما يزيد من خطورة انتشار الأمراض والأوبئة، - وحسب قول الشهود فإنه لا يمكن منعها بسبب كثرتها وتجمعها في آخر الليل. وفي اتصالنا بأحد الأطباء البيطريين، أكد أن الكلب حيوان ثدي استأنسه الإنسان منذ القدم إلى يومنا هذا، وتولي له المجتمعات المتقدمة عناية كبيرة وتستعمله في الحراسة والتسوق، فضلا عن الصيد والقنص، إلا أن الطب الحديث اكتشف عشرات الأمراض التي ينقلها الكلب إلى الإنسان، ما دفع السلطات المختصة في العديد من الدول إلى وضع مجموعة من الشروط أمام مربي ومستعملي الكلاب كضرورة طلب الترخيص والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض، وذكر أن الكلاب تصاب بثلاثة أنواع من الأمراض هي الأمراض الفيروسية، البكتيرية، الأمراض الطفيلية. ومع كامل تقديرنا لحقوق هذا الحيوان في البحث عن لقمة العيش، خصوصا في ظل هذه الظروف القاسية التي جعلت توفير الخبز للبشر أنفسهم مهمة صعبة، فإن سكان تيزي غنيف أيضا يدقون ناقوس الخطر بسبب ما آلت إليه ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بهذه الصورة المستفحلة، خصوصا مع الأضرار الصحية الجسيمة التي تسببها. ويطالب السكان السلطات المعنية بالتدخل العاجل من أجل وضع حد للانتشار الكبير لهذه الحيوانات المتشردة، وذلك عن طريق شن حملات خاصة بتطهير المنطقة من الكلاب الضالة التي يتضاعف عددها من يوم إلى آخر بشكل مستمر، مع دعوة بعض مربي الكلاب إلى تلقيحها وعدم تركها تتجول بحرية قبل أن تتحول من حيوانات أليفة إلى حيوانات شرسة تهدد الأمن العام.